قصائدصفي الدين الحلي



كذا فليصبرِ الرجلُ النجيبُ،
صفي الدين الحلي



  • كذا فليصبرِ الرجلُ النجيبُ،

  • إذا نزَلَتْ بساحتِهِ الخُطوبُ

  • يَسرّ النّفسَ ثمّ يُسِرُّ حُزناً،

  • يَضيقُ ببَعضِهِ الصّدرُ الرّحيبُ

  • ويُبدي البأسَ للأعداءِ كَيلا

  • تُؤنّبُهُ الشّوامتُ، أو تَعيبُ

  • ومثلُ عُلاكَ نُورَ الدّينِ مَن لا

  • يُقَلقِلُ قَلبَهُ نُوَبٌ تَنوبُ

  • فإنكَ في جلادِ الملكِ خطبٌ،

  • وفي يَومِ الجِدالِ لهُ خَطِيبُ

  • تخافكَ حينَ تزجرها الرزايا،

  • وتجلَى حينَ تلحظُها الكروبُ

  • بقَلبٍ كلّ فِكرَتِهِ عيونٌ،

  • وطَرْفٍ كلّ نَظرَتِهِ قلوبُ

  • وإنّ يدَ الرّدى ، ووقيتَ منها،

  • سِهامُ خطوبِها أبداً تُصيبُ

  • أرتكَ بفقدِ فخرِ الدينِ رزءاً،

  • تُشَقّ له المَرائرُ لا الجُيوبُ

  • كريمٌ ما بسمعِ نداهُ وقرٌ،

  • ولاي وجهِ نائلِهِ قطوبُ

  • ولو أنّ الوغَى سلبتهُ منّا،

  • وبَزّتهُ الوَقائعُ والحُروبُ

  • لقامَ بنَصرِهِ منّا رِجالٌ

  • تُزَرّ على دُروعِهِمُ القُلوبُ

  • بيض يغتدي نملُ المنايا

  • لهُ من فوقِ صَفحَتِها دَبيبُ

  • وخَيلٍ كلّما رَفَعَتْ عَجاجاً

  • جلاهُ الدرعُ والسيفُ العضيبُ

  • كأنّ مثارَ عثيرِها سحابٌ

  • جلاهُ الدرعُ والسيفُ العضيبُ

  • كأنّ مثارَ عثيرها سحابٌ

  • حَدَتهُ من سَنابكِها جَنوبُ

  • أفخرَ الدينِ كم أعليتَ فخراً،

  • لآلِكَ حينَ تَشهَدُ، أو تَغيبُ

  • برغمي أن تبيتَ غريبَ دارٍ،

  • وعشتَ، وأنتَ في الدنيا غريبُ

  • وتخلو منكَ أمينة ُ المعالي،

  • ويمحلُ ذلكَ المرعَى الخصيبُ

  • وتَدعوكَ الكُفاة ُ ولا تُناجي،

  • وتَسألُكَ العُفاة ُ، فلا تُجيبُ

  • ويُقسَمُ في الأنام زكاة ُ مَدحٍ،

  • ومالكَ في نصابهمْ نصيبُ

  • خفيتَ عن العيونِ، وأيُّ شمسٍ

  • تَلوحُ، ولا يكونُ لها مَغيبُ

  • فصبراً يا بني إسحاقَ، صبراً،

  • فربُّ العيشِ بالحسنى يثيبُ

  • وخفضْ عنك نورَ الدينِ حزناً،

  • تكادُ الرّاسياتُ بهِ تَذوبُ

  • فإنّ قريبَ ما تخشَى بعيدٌ،

  • وإن بعيدَ ما ترجو قريبُ

  • وليسَ الحتفُ في الدُّنيا عجيب،

  • ولكنّ البقاءَ بها عجيبُ



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟