الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ >>
قصائدصفي الدين الحلي
- كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ
- بدا لعيوننا أم نورُ نجمِ
- فأسرَحَ ناظري في وشيِ روضٍ
- وألقَحَ خاطري من بعدِ عُقمِ
- وقسمتُ التفكرَ فيهِ لمّا
- أخذتُبهِ من اللذاتِ قسمي
- فلَم أعجَبْ لذلك، وهوَ دُرّ،
- إذا ما جاءَ من بحرٍ خضمّ
- أشمسَ الدينِ كم من شمسِ فضلٍ
- بها جلتْ يداكَ ظلامَ ظلمِ
- نَظَمتَ من المَعالي والمَعاني
- بَدائعَ حُزنَ عن نَثرٍ ونَظمِ
- لكَ القَلَمُ الذي قصُرَتْ لدَيهِ
- طوالُ الشمرِ في حربٍ وسلمِ
- يراعٌ راعَ بالخُطَبِ الزّواهي
- جسيمَ الخَطبِ، وهوَ نحيفُ جسمِ
- ففي يَومِ النّدى يجري، فيُجدي؛
- وفي يومِ الرّدى يَرمي، فيُصمي
- ويرسلُ في الورى وسميَّ جودٍ،
- ويَنفُثُ في العُداة ِ زُعافَ سُمّ
- ويطلعُ في سماءِ الطرسِ شهباً
- ثواقبها لأفقِ اللكِ تحمي
- إذا رامَ استراقَ السّمعِ يوماً
- رجيمُ الكيدِ عاجلهُ برجمِ
- فَيا مَن سادَ في فَضلٍ ولَفظٍ،
- كما قد زادَ في عمَلٍ وعِلمِ
- لقد بسمتْ لنا الأيامُ لمّا
- بذلتَ لنا محياً غيرَ جهمِ
- وشاهدَ ناظري أضعافَ ما قد
- تفرّسَ قبلَ ذلك فيكَ فَهمي
- فكيفَ أرومُ أن أجزيكَ صنعاً،
- وأيسرُ صُنعكَ التّنويهُ باسمي
- فعَلّكَ أن تُمَهّدَ بَسطَ عُذري،
- لمَعرفَتي بتقصيرِي وجُرمي
- فمثلكَ من ترفقَ بالموالي،
- وغضّ عن المُقصّرِ جَفنَ حِلمِ
- ودم في سبقِ غاياتِ المعالي،
- تصوبُ للفخارِ جوادَ عزمِ
المزيد...
العصور الأدبيه