الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري >>
قصائدصفي الدين الحلي
قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري
صفي الدين الحلي
- قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري
- ومَن بجسمي وحالي عندهُ سَقَمُ
- تَنامُ عنّي، وعينُ النّجمِ ساهَرَة ٌ،
- واحَرّ قَلباهُ مِمّنْ قَلبُهُ شَبِمُ
- فالحبُّ حيثُ العِدى والأسدُ رابضة ٌ،
- فليتَ أنّا بقدرِ الحبّ نقتسمُ
- فهلْ تعينُ على غيٍّ هممتُ به
- في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّه نِعَم
- حبُّ السّلامة ِ يَثني عَزمَ صاحِبه
- إذا استَوَتْ عندَهُ الأنوارُ والظُّلَم
- فإن جنَحَت إليهِ، فاتّخِذْ نفَقاً،
- ليحدثنَّ لمنْ ودعتهُمْ ندَمُ
- رِضَى الذّليلِ بخَفضِ العيشِ يخفضُه
- وقد نظرْتُ إليهِ، والسّيوفُ دَمُ
- إنّ العُلى حدّثتني، وهيَ صادقة ٌ:
- إنّ المعارفَ في أهلِ النّهَى ذمَمُ
- أهبتُ بالحظّ لو ناديتُ مستمعاً،
- واسمعت كلماتي من به صمم
- لعلهُ إنْ بدا فضلي ونقصُهُمُ
- أدركْتُها بجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَم
- أعللُ النفسَ بالآمالِ أطلبُها،
- لو أنّ أمرَكُمُ من أمرِنا أَمَم
- غالَى نفسيَ عرفاني بقيمتها،
- حتى ضرَبتُ، وموجُ الموتِ يَلتطَمِ
- ماك نتُ أوثرُ أن يمتدّ بي زمنٌ
- شهبُ البزاة ِ سواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
- أعدضى عدوّك أدْنَى من وثقتَ به،
- فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيثَ يَبتَسِم
- وحُسنُ ظَنّكَ بالأيّامِ مُعجِزَة ٌ،
- أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمه وردمُ
- يا وارِداً سُؤرَ عَيشٍ صَفُوهُ كدَرٌ،
- وشرُّ ما يَكسبُ الإنسانُ ما يَصِم
- فيما اعتراضكَ لجّ البحرِ تركبُه
- واللَّهُ يكرَهُ ما تأتونَ والكَرَم
- ويا خبيراً على الأسرارِ مطلعاً،
- فيك الخِصامُ وأنتَ الخَصمُ والحكم
- قد رَشّحوكَ لأمرٍ لو فَطِنتَ لهُ،
- تصافحتْ فيه بيضُ الهندِ واللِّمَمُ
- فافطَن لتَضمينِ لَفظٍ فيك أحسبُه،
- قد ضمنَ الدرَّ إلاّ أنّه كلِمُ
المزيد...
العصور الأدبيه