الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
- فما أنا من يحيا إلى حينَ نلتقي
- قضيتُ وما أودى الحمامُ بمهجتي،
- وشِبتُ وما حَلّ البَياضُ بمَفرِقي
- قضيتِ لنا في الذلّ في مذهبِ الهوى ،
- ولم تفرقي بينَ المنعمِ والشقي
- قرنتِ الرضى بالسخطِ والقربَ بالنهوى ،
- ومَزّقتِ شَملَ الوَصلِ كلَّ مُمَزَّقِ
- قبلتِ وصايا الهجرِ من غيرِ ناصحٍ،
- وأحيَيتِ قولَ الهجرِ من غيرِ مُشفِقِ
- قطعتِ زماني بالصدودِ وزرتني
- عشية َ زمتْ للترحلِ أينقي
- قضى الدهرُ بالتفريقِ فاصطبري لهُ
- ولا تَذمُمي أفعالَهُ، وترَفّقي
- قَبيحٌ بنا ذَمُّ الزّمانِ، وإن جَنَى ،
- إذا كان فيهِ مثلُ غازي بنِ أرتقِ
- قِوامٌ لدينِ اللَّهِ قد حَفِظ الوَرَى
- بعَينٍ متى تَنظُرْ إلى الدّهرِ يُطرِقِ
- قريبٌ إذا نُودي، بَعيدٌ إذا انتَمَى ،
- عَبوسٌ إذا لاقَى ، ضَحوكٌ إذا لُقي
- قَسَا قَلبُهُ جُوداً على المالِ فاغتَدَى
- يجورُ على أموالهِ جورَ محنقِ
- قلائدُ أعناقِ الرجالِ هباتهُ،
- ترى الناسَ منها كالحمامِ المطوقِ
- قضَى بتلافِ المالِ في مذهبِ العطا،
- فجادَ إلى أن قالَ سائِلُهُ: ارفُقِ
- قضَتْ عنهُ قَومٌ إذ رأتْ فيضَ جوده،
- ومن لم يبنْ عن مهبطِ السيلِ يغرقِ
- قويُّ السطا لو خاصمَ الدهرُ بأسهُ
- غَدا خاسراً في دِرعِهِ المُتَمَزِّقِ
- قصيرُ الخطى نحوَ المعاصي، وإنها
- طوالٌ، إذا ما جالَ في صدرِ فيلقِ
- قديرٌ على جيشِ اللهى غيرُ قادرٍ،
- تقيٌّ لأهوالِ الوعى غيرُ متقِ
- قنى الحمدَ ثوباً للفخارِ، وإنهُ
- على حدة ِ الأيام لم يتخرقِ
- قدِ العزمَ، وابقَ يا أبا الفتحِ سالماً،
- فقَد خَفَضَ الدّهرُ الجَناحَ لترتَقي
- قد استَبشرَتْ منكَ اللّيالي، وإنّما
- بَشاشَتُها في غَيرِكم للتّمَلّقِ
- قريبٌ من الدّاعي، فمن يَبغِ نُصرَة ً
- يجدْك، ومن يَطلبْكَ في الضّيقِ يَلحِقِ
- قسمتَ على الورادِ رزقاً قسمتهُ،
- وقلتَ لها: مما رزقناكِ أنفقي
- قصدناكَ، يا نجمَ الملوكِ، لأننا
- رأينا الوَرى من بحرِ جُّودِكَ تَستَقي
- قطَعنا إليكَ البِيدَ نُهدي مَدائِحاً،
- جَواهرُها من بحرِكَ المُتَدَفّقِ
- قَصائدُ في أبياتِهِنّ مَقاصِدٌ
- تَرَدّدَ في أحداقِها سِحرُ مَنطِقِ
- قوافٍ، إذا ما حزنَ في سمعِ ناقدٍ
- فَعَلَن بهِ فِعلَ السُّلافِ المُعتَّقِ
- قَدِمتُ بمَدحي زائراً، فلَقيتَني
- بحسنِ قبولٍ للرجاءِ محققِ
- قليلٌ إلى أرضِ العراقِ تطلعي،
- وجودكَ قيدٌ بالمكارمِ موثقي
- قَصَرَتْ بمَغناكَ الحَوادِثُ إذ رأتْ
- بحَبلِكَ من دونِ الأنامِ تَعَلُّقي
المزيد...
العصور الأدبيه