الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا،
صفي الدين الحلي
- فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا،
- وأخجَلتِها، إذ كنتِ من نورِها أسنَى
- ولمّا رَجَونا من مَحاسِنِكِ الحُسنَى ،
- بَعَثتِ لنا من سِحرِ مُقلَتِكِ الوَسنَى
- سُهاداً يَذودُ النّومَ أن يألَفَ الجَفَنَا
- وخِلتُ بأنّي عن مَغانيكِ راحِلٌ،
- وربعَ ضميري من ودادِكِ ماحلٌ
- فأسهرَ طرفي ناظرٌ منكِ كاحلٌ،
- وأبصَرَ جسمي أن خصرَكِ ناحلٌ
- فَحاكاهُ لكن زادَني دِقّة َ المَعنَى
- حويتِ جمالاً قد خلقتِ برسمهِ،
- فخلناكِ بَدرَ التّمّ، إذ كنتِ كاسمِهِ
- فمُذ صارَ منكِ الحُسنُ قِسماً كقسمِهِ:
- حكَيتِ أخاكِ البَدرَ في حالِ تِمِّهِ
- سَناً وسَناءً، إذْ تَشَابَهتُما سِنّا
- سجنتِ فؤادي حينَ حرّمتِ زَورَتي،
- وأطلَقتِ دَمعي لو طَفا حَرَّ زَفرَتي
- فُقلتُ، وقد أبدى الغَرامُ سَرِيرَتِي:
- أهيفاءُ إن أطلَقتِ بالبُعدِ عَبرَتي
- فإنّ لقَلبي من تَباريحِهِ سِجنَا
- حُرِمتُ الرّضَى إنْ لم أَزُركِ على النّوى ،
- وأحملَ أثقالَ الصبابة ِ والجوَى
- فليسَ لداءِ القلبِ غيركِ من دوا،
- فإنْ تُحجَبي بالبِيضِ والسُّمرِ فالهَوَى
- يُهَوّنُ عند العاشِقِ الضّربَ والطّعنَا
- سأثني حدودَ المَشرَفيّة ِ والقَنا،
- وأسعَى إلى مَغناكِ إن شَطّ أو دَنَا
- وألقَى المَنايا كَيْ أنالَ بها المُنى ،
- وما الشّوقُ إلاَّ أنْ أزورَكِ مُعلِنَا
- ولو منعتْ أسدُ الثرى ذلكَ المغنَى
- عدمتُ اصطباري بَعْدَ بُعدِ أحِبّتي،
- فماذا عليهم لو رعوا حقّ صحبتي
- فبِتُّ، وما أفنى الغَرامُ مُحَبّتي،
- أأحبابَنا قَضّيتُ فيكُم شَبيبَتي
- ولم تُسعِفُوا يَوماً بإحسانِكم حُسنَى
- أعيدوا لَنا طِيبَ الوِصالِ الذي مضَى ،
- فقَد ضاقَ بي من بعدِ بُعدِكمُ الفَضَا
- ولا تهجروا فالعمرُ قد فاتَ وانقضَى
- وما نِلتُ من مأمولِ وَصلِكُمُ رِضَى
- ولا ذقتُ من رَوعاتِ هَجرِكُمُ أمنَا
- حفظتُ لكم عهدي على القربِ والنّوى
- وما ضلّ قلبي في هواكم وما غوى
- فكيفَ نقضتم عهدَ من شفّه الجوَى
- وكنّا عقدنا لا نحولُ عن الهوَى
- فقَد، وحَياة ِ الحبّ، حُلتُم وما حُلنَا
- فلستُ بسالٍ، جرتمُ إو عدلتمُ،
- ولا حلتُ إن قاطعتمُ، أو وصلتمُ
- ولكنّني راضٍ بما قد فعَلْتُمُ،
- فشكراً لما أوليتمُ إذ جعلتمُ
- بدايتَكم بالبُعدِ منكُم، ولا منّا
المزيد...
العصور الأدبيه