الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ،
صفي الدين الحلي
- عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ،
- عَجيبٌ لها في عُمرِها كيفَ تَرمَدُ
- وعينٌ خلتْ من نورِ وجه حبيبِها،
- عجبتُ لها، من بعدِه، كيفَ ترقدُ
- ولي لمقلة ٌ قد أنكرَ الغمضَ جفنُها،
- وعرفها صرفُ النّوى كيفَ تسهدُ
- تراعي النّجومَ السّائراتِ، كأنّما
- تمثلَ فيهنّ المليكُ محمّدُ
- تحاولُهُ بَينَ النّجومِ، لأنّهُ
- لرُتبَتِهِ فوقَ الكَواكبِ مَقعَدُ
- مليكٌ، لوَ أنّ الرّيحُ تُشبِهُ جودَهُ،
- لما أوشكتْ يوماً من الدهرِ تركدُ
- مبددُ شملِ المالِ، وهوَ مجمعٌ،
- وجامعُ شَملِ الحمدِ، وهوَ مُبَدَّدُ
- فلا نَمّقَ الاعذارَ يَوماً لسائلٍ،
- ولا قالَ للوُفّادِ: مَوعِدُكم غَدُ
- دَهَتُه المَنايا، وهيَ من دونِ بأسِهِ،
- كذا الصارمُ الصمصامُ يفنيهِ مبردُ
- فَيا مَلِكاً قد أطلَقَ الجُودُ ذِكرَهُ،
- وكلّ نزيلٍ من نداهُ مقيدُ
- لقد كنتُ للوفادِ وبلاً، وللعدَى
- وبالاً، به تشقَى أناسٌ وتسعدُ
- فكم أنشأتْ كفاكَ في المحلِ عارضاً،
- وخَدُّ الثّرى من عارضِ الخطبِ أمرَدُ
- وكم أرسلتْ يمناكَ في الحربِ للعدى
- سَحابَ نَكال بالصّواهلِ يَرعُدُ
- إذا ما وَنَى مَسراهُ ثِقلاً يَحُثّهُ
- جوادٌ وعضبٌ: أجردٌ ومجردُ
- فينظمُ فيها الرمحُ ما السيفُ ناثرٌ،
- ويَنثُرُ فيها العَضبُ ما اللّدنُ يَنضِدُ
- فمُفرَدُها من نثرِ سَيفِكَ تَوأمٌ،
- وتَوأمُها من نَظمِ رُمحِكَ مُفرَدُ
- وفي معلكِ الآدابِ كم لكَ موقفٌ،
- لأهلِ الحجَى منهُ مقيمٌ ومقعدُ
- ولم يَبقَ من آي المَفاخِرِ آيَة ٌ،
- ولا غايَة ٌ، إلاّ وعندَكَ تُوجَدُ
- عَليكَ سَلامُ اللَّهِ، لا زالَ سَرمداً
- كجودكَ حتى بعدَ فقدِكَ سرمدُ
- فلو خلدَ المعروفُ قبلكَ ماجداً
- لكُنتَ بإسداءِ الجَميلِ مُخَلَّدُ
المزيد...
العصور الأدبيه