الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
- واطولَ خَوفي عليكَ واحَذَرِي
- يؤيسني من لقاكَ قولهم
- بأنّهُ لا رجُوعَ للقَمَرِ
- تمهل مضى جفاك،
- تحملْ ذبتُ في هواك
- يا من حكَى الظبيَ في تلفتهِ،
- وفاقهُ بالدلالِ والخفرِ
- أتلفتني بالصدودِ معتدياً
- فذَلّ عِزّي وعزَّ مُصطَبَرِي
- تَدَلّل مُهجَتي فِداك،
- تسهلْ بعضَ ذا كفاك
- ودّعتَني، والدّموعُ سائحة ٌ،
- لو عرضتْ للمطيّ لم تسرِ
- وخاطري بالفِراقِ مُنكَسِرٌ،
- ولاعجُ الوَجدِ غَيرُ مُنكَسِرِ
- مُبَلبَلٌ أرتَجي لِقاك،
- أعللُ انني أراك
- علَيكَ جِسمٌ كالماءِ رِقّتُهُ،
- يضمّ قلباً قد قدّ من حجرِ
- وطلعة ٌ كالهلالِ مشرقة ٌ،
- تزهى على غصنِ قدّك النضرِ
- إذا أقبَلَ يَخجَلُ الأراك
- ويذبل عندما يراك
- إن قيلَ قدْ رمتَ في الهوَى بدلاً
- فانظُرْ، فلَيسَ العِيانُ كالخَبَرِ
- فتشْ فؤادي، فأنتَ ساكنُه،
- فلَيسَ فيهِ سِواكَ من بَشَرِ
- تأمّل هَل بِهِ سِواك
- ليُقفَل، مقتضَى رِضاك
- كأنّ نارَ الجَحيمِ هجرُك لي،
- لم تبقِ من مهجتي ولم تذرِ
- إن كان أقصى مناكَ سفكَ دمي
- فلَيسَ عندي لذاكَ من أثَرِ
- أيحمل حتفاً من رجاك
- ويقتل، وهوَ في جماك
- يا قلبِ قد كانَ من بليتَ به،
- فاصبرْ لحُكمِ القَضاءِ والقَدَرِ
- فالصبرُ كالصبرِ في مرارته،
- لكنّ فيهِ عَواقبَ الظّفَرِ
- تحمّل في الهَوَى أذاك،
- نذلل كي نرَى مناك
المزيد...
العصور الأدبيه