الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
- هَبْ أنّهم عذَلوا، فمن ذا يَسمعُ
- عذلوا، ولو عدلوا بأربابِ الهوى ،
- ما حاوَلوا ما ليسَ فيهِ مَطمَعُ
- علموا بأنكَ هاجري، فتوهموا
- أني لذلكَ بالملامة ِ أردعُ
- عَدّوا صِفاتِكَ فانثَنَيتُ بلَومهم،
- واللّومُ فيهِ ما يضرّ ويَنفَعُ
- عذبتَ بالهجرانِ صباً ما لهُ
- حتى المماتِ إلى سواكَ تطلعُ
- عارٌ يُناديهِ الهوَى ، فيُجيبُهُ
- طَوعاً، ويَدعوهُ الغَرامُ فيَسمعُ
- عينٌ تنامُ، إذا هجرتَ، لعلها
- بخيالِ طيفكَ في المنامِ تمتعُ
- عَطْفُ الخَيال بأن يُلِمّ، فإنّني
- أرضى بإلمامِ الخيالِ، وأقنعُ
- عد بالجميلِ، كما عهدتُ، فإنّه
- لم يَبقَ في قوسِ التّصَبّرِ مَنزَعُ
- عسفاً صبرتُ على هواكَ، لأنني
- إن لم ألُذْ بالصّبرِ، ماذا أصنَعُ
- عَلّ الزّمانَ يردّ أيّامَ الرّضَى ،
- أو أنّ ساعاتِ التواصلِ ترجعُ
- عزّ الشفيعُ إلى الزمانِ، وإنني
- بسِوى يَدِ المَنصورِ لا أتَشَفّعُ
- علمٌ لنا منهُ الخلافة ُ منصبٌ،
- نجمٌ لهُ أفقُ المعالي مطلعُ
- عضدٌ لوا الإسلامِ مشدودٌ به،
- ركنٌ لدينِ اللهِ لا يتزعزعُ
- عبلٌ، إذ لاقَى العداة َ بمعركٍ،
- سِيّانِ منهم حاسِرٌ ومُدَرَّعُ
- عذبٌ، مريرٌ، عابسٌ، متبسمٌ،
- ناءٍ، قريبٌ، مُبطىء ٌ، مُتَرَعرعُ
- عالي المَراتبِ تَخضَعُ الدّنيا لَهُ،
- طَوعاً، وتحسُدُه النّجومُ الطُّلّعُ
- عُهدتْ يداهُ بالسّماحِ فأصبحتْ
- ترجو مواهبهُ الخلائقُ أجمعُ
- علمَ الخلائقَ من نداهُ بوابلٍ
- غدقٍ سحائبُ جوده لا تقطعُ
- عبقَ الثناءُ، ففرقتْ أموالهُ
- كفٌّ لشملٍ بالسماحِ تجمعُ
- عجلتْ يداهُ على عداهُ بصارمٍ
- بَرقُ المَنيّة ِ مِن سَناهُ يَلمَعُ
- عَضبٌ إذا ما قامَ يوماً خاطباً،
- فالهامُ تسجدُ والجماجمُ تركعُ
- عَطشانُ من طولِ الضّرابِ، وإنّه
- بسِوى الدِّماءِ غَليلُهُ لا يُنقَعُ
- عصفتْ رياحُ الموتِ من شفراته،
- فتَكَلّمَتْ فيه الطّباعُ الأربَعُ
- علقتْ يدي بكَ يا أبا الفتحِ الذي
- عنّي، ويَمنحُني الوِصالَ ويمنَعُ
- عِلماً بأنَّ الجُودَ فيكَ صَنيعَة ٌ،
- طبعٌ، وذلك في سواكَ تطبعُ
- عشْ في نعيمٍ لا ينقلُ ظلهُ،
- وعُلًى يَذلُّ بها الزمانُ ويَخضَعُ
المزيد...
العصور الأدبيه