الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
صفي الدين الحلي
- صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
- وبهِ الهمومُ عن القلوبِ تمحصُ
- صَرّفْ بها عَنكَ الهمومَ لتَغتَدي
- فِرَقاً، إذا تُملا الكؤوسُ النُّقّصُ
- صبهاءُ قد راضَ المزاجُ مزاجها،
- فغَدَتْ تُقَهقِهُ، والفَواقعُ ترُقصُ
- صاغَ المِزاجُ لها فَواقعَ فّضة ٍ
- مثلَ اللآلي، وهيَ تبرٌ مخلصُ
- صدّ التقى قوماً، فأبدوا زهدهم
- فيها، وماذا ضَرّهم لو رَخّصُوا
- صاموا، وفطرهمُ على مفسودها
- جَهلٌ، فهَلاَ استُخلِصَ ما استَخلصُوا
- صفتِ المدامة ُ والسقاة ِ فتارة ً
- تُزجَى الكُؤوسُ وتارَة ً تترَبّصُ
- صعبتْ، فحكمنا السقاة َ بمزجها
- فغَدا يَزيد بها المِزاجُ ويَنقُصُ
- صبغتء خدودَ سقاتها من نورها
- شفقاً بهِ تجلى العيونُ الشخصُ
- صدقَ الذي قد قالَ عن شمسِ الضحى
- إنّ البدرَ بنورها تتقمصُ
- صفراءُ مِن وَقعِ المِزاجِ صَقيلة ٌ،
- يسعى بها سبطُ البنانِ مخرصُ
- صنمٌ أضلّ العاشقينَ، فمعشرٌ
- قد زُوّدوا فيها، وقومٌ نُقّصُوا
- صادَ القُلوبَ بمُقلَتَيهِ ولم أخَل
- أنّ الجآذرَ للقساورِ تقنصُ
- صَبَغَ الأناملَ من دِمائي، وما دَرَى
- أنّ ابنَ أرتقَ عن دمي يتفحصُ
- صُبحٌ جَلا لَيلَ الخُطوبِ بنُورِهِ،
- نجمٌ إليهِ كلٌّ طرفٍ يشخصُ
- صَعبُ العَريكَة ِ، سَهَلَة ٌ أخلاقُهُ،
- قَومٌ بهِ سَعِدوا، وقَومٌ نُغّصُوا
- صابَتْ يَداهُ، فلا السّماحُ بربعِهِ
- وانٍ، ولا ظِلُّ الأماني يَقلِصُ
- صَدَرَتْ مَناقبُهُ الحِسانُ، فأصبَحَتْ
- تُغري الأنامَ بمَدحِهِ وتُحَرّصُ
- صعدتْ مراتبُ مجدهِ، فكأنما
- تعلو لهُ فوقَ المجرة ِ أخمصُ
- صاحبتَ، نجمَ الدينِ، دهرك صائلاً
- بعَزيمَة ٍ مِن كَيدِهِ لا تَنكُصُ
- صَقَلَتْ تَجاريُب الأُمُورِ مُتُونَها،
- كالسيفِ يصلحهُ الصقالُ ويخلصُ
- صرمتْ شمالَ المسلمينَ بصارمٍ
- غالٍ، بهِ مُهَجُ القُلوبِ تُرَخَّصُ
- صافي الحَديدَة ِ في مَضارِبِه الرّدى ،
- بادٍ، وشَكلُ المَوتِ فيهِ مُشخَصُ
- صادَمتَهُم في نَقعِ لَيلٍ حالِكٍ،
- طَرْفُ المَنيّة ِ في دُجاهُ أخوصُ
- صفتْ صفاحُ الهندِ حولَ أديمهِ،
- فكأنّهُ بالبِيضِ عَبدٌ أبرَصُ
- صَكتْ ظُباكَ رؤوسَهم وجسومَهم،
- فالهامُ تنثرُ، والضلوعُ تقصصُ
- صرف القضاء ، يا ابن أرتق خادمٌ
- لعلوكم، والدهرُ داعٍ مخلصُ
- صوبتُ نحوكمُ عنانَ مدايحي،
- فمَدَقَّقٌ مِن نَظمِها ومُلَخَّصُ
- صحتْ معانيها، وشرفَ لفظها
- بكم، وطابَ خِتامُها والمُخلَصُ
المزيد...
العصور الأدبيه