الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً، >>
قصائدصفي الدين الحلي
صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً،
صفي الدين الحلي
- صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً،
- فكأنّ المنونَ تطلبُ ثارَا
- كلما قلتُ يستتمّ هلالٌ،
- سلَبَتنا أيدي الرّى أقمارَا
- يا لَقَومي! ما إن وَجدتُ من الخَطـ
- ـبِ مَحيداً، ولا علَيهِ انتِصارَا
- كلَّ حينٍ ألحَى الخطوبَ على فقـ
- ـدِ حَبيبٍ، وأعتبُ الأقدارا
- يا هلالاً لمّا استتمّ ضياءً،
- قد أغارتْ فيهِ المنونُ، فغارَا
- قمرٌ أسرعتْ لهُ الأرضُ كسفاً،
- وكذا الأرضُ تكسفُ الأقمارَا
- أذهلَ العقلَ رزؤهُ، فترَى النّا
- سَ سكارَى وما همُ بسكارَى
- ما رأينا من قَبلِ رُزئِكَ بَدراً
- جعل المكثَ في الترابِ سرارا
- كنتُ أدري أنّ الزّمانَ، وإن أسْـ
- ـعفَ بالصفو يحدثُ الأكدارَا
- غيرَ أنّي غُررتُ أن سوفَ تَبقى ،
- فلقد كنتَ كوكباً غرارَا
- يا قَضيباً ذَوى ، وصَوّحَ لمّا
- أظهرَ الزهرُ غصنهُ والثمارَا
- قد فَقَدنا من طيبِ خُلقِكَ أُنساً
- علمَ النومَ عن جفوني النفارَا
- خُلُقاً يُشبِهُ النّسيمَ، ولُطفاً
- سلَبَ الماءَ حُسنَه، والعُقارَا
- أيها النازحُ الذي ملأ القلـ
- ـبَ بأحزانِهِ، وأخلى الدّيارَا
- لستُ أختارُ بَعدَ بُعدِكَ عَيشاً،
- غَيرَ أنّي لا أملِكُ الإختيارَا
- كلّما شامَ برقَ مَغناكَ قَلبي،
- أرسلتْ سحبُ أدمُعي أمطارَا
- وإذا ما ذكرتُ ساعاتِ أُنسي
- بككَ أذكَى التّذكارُ في القلبِ نارَا
- فكأنّ التذكارَ حجّ بقلبي،
- فهوَ بالحزنِ فيهِ يَرمي الجِمارَا
- فسأبكيكَ ما حَييتُ بدَمعٍ،
- لا تُقالُ الجُفونُ منهُ عِثارَا
- ليسَ جهدي من بعدِ فقدِك إلاّ
- أرسلَ الدمعَ فيكَ والأشعارَا
المزيد...
العصور الأدبيه