قصائدصفي الدين الحلي



شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي،
صفي الدين الحلي



  • شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي،

  • ونزولي في كلّ يومٍ بوادٍ

  • ومقيلي ظلُّ المطيّة ِ، والتُّرْ

  • بُ فِراشي، وساعداها وسادي

  • وضَجيعي ماضي المَضاربِ عَضْبٌ

  • أصلحتهُ القيونُ من عهدِ عادِ

  • أبيضٌ أخضرُ الحديدة ِ ممّا

  • شقّ قدماً مرائرَ الآسادِ

  • وقميصي درعٌ كأنّ عُراها

  • حبكُ النّملِ أو عيونُ الجرادِ

  • ونَديمي لَفظي، وفكري أنيسي،

  • وسروري مائي، وصبريَ زادي

  • ودليلي من التوسّمِ في البيـ

  • ـدِ لِبادي الأعلامِ والأطوادِ

  • وإذا ما هدَى الظّلامُ، فكَمْ لي

  • من نُجومِ السّماءِ في السبل هادي

  • ذاكَ أنّي لا تَقبَلُ الضّيمَ نَفسي،

  • ولو أنّي افترشتُ شوكَ القتادِ

  • هذه عادّتي، وقد كُنتُ طِفلاً،

  • وشَديدٌ عليّ غَيرُ اعتِيادي

  • فإذا سرتُ أحسبُ الأرضَ ملكي،

  • وجَميعَ الأقطارِ طوعَ قِيادي

  • وإذا ما أقَمتُ، فالنّاسُ أهلي،

  • أينَما كنتُ، والبلادُ بلادي

  • لا يَفوتُ القُبولُ مَن رُزِقَ العَقـ

  • ـلَ وحُسنَ الإصدارِ والإيراد

  • وإذا صَيّرَ القَناعة دِرْعاً

  • كانَ أدعى غل بلوغِ المُرادِ

  • لَستُ ممّنْ يَدِلُّ مَع عَدَمِ الجَـ

  • ـدّ بفِعْلِ الآباءِ والأجداد

  • ما بَنيتُ العَلياءَ إلاّ بجَديّ،

  • وركوبي أخطارَها واجتهادي

  • وبلَفظي، إذا ما نَطَقتُ، وفَضلي،

  • وجدالي عن منصبي وجلادي

  • غَيرَ أنّي، وإنْ أتَيتُ منَ النّظْـ

  • ـمِ بلَفْظٍ يُذيبُ قَلبَ الجَماد

  • لَستُ كالبحتريّ أفخَرُ بالشّعْـ

  • ـرِ وأَثني عِطفَيّ في الأبراد

  • وإذا ما بَنَيتُ بَيتاً تَبَختَرْ

  • تُ كأنّي بنيتُ ذاتَ العِمادِ

  • إنّما مَفخَري بنفسي، وقَومي،

  • وقناتي، وصارمي، وجوادي

  • معشرٌ أصبحتْ فضائلُهم في الأرْ

  • ضِ تُتلَى بألسُنِ الحُسادِ

  • ألبسوا الآملينَ أثوابَ عزِّ،

  • وأذلّوا أعناقَ أهلِ العِنادِ

  • كم عَنيدٍ أبدى لنا زُخرُفَ القَوْ

  • لِ وأخفَى في القلبِ قدحَ الزّنادِ

  • ورمانا من غدرهِ بسهامٍ،

  • نَشِبَتْ في القُلُوبِ والأكباد

  • فسرينا إليهِ في أجمِ السُّمْـ

  • ـرِ بغابٍ يسيرُ بالآسادِ

  • وأتَينا مِن الخُيولِ بسَيْلٍ

  • سالَ فوقَ الهِضابِ قبلَ الوِهاد

  • وبرزنا منَ الكماة ِ بأطوا

  • دِ حُلومٍ تَسري على أطواد

  • كلّما حاولوا الهوادَة َ منّا

  • شاهدوا الخيلَ مُشرفاتِ الهَوادي

  • وأخذنا حقوقنا بسيوفٍ

  • غنيتْ بالدّما عنِ الأغمادِ

  • فكأنّ السيوفَ عاصِفُ ريحٍ

  • وهُمُ في هبوبِها قومُ عادِ

  • حاولتْ رؤوسهمْ صعوداً فنالتـ

  • ـهُ ولكنْ من رؤوسِ الصِّعادِ

  • فَلَئِنْ فَلّتِ الحَوادِثُ حَدّي

  • بعدَما أخلصَ الزّمانُ انتقادي

  • فلقد نلتُ من مُنى النّفسِ ما رُمْـ

  • ـتُ وأدركتُ منهُ فوقَ مُرادي

  • وتحَقّقتُ انّما العَيشُ أطوا

  • رٌ كلٌّ مصيرُهُ لنفادِ



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك