الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي،
- وغيرُكَ في القَلبِ لم يَحلُلِ
- فكيفَ سلوي وَلي طينة ٌ
- على غيرِ حبكَ لم تجبلِ
- أتَزعُمُ أنّي أُطيعُ الوُشاة َ،
- وأُصغي إلى عَذَلِ العُذّلِ
- لقد نصلَ الدهرُ صبغَ الشباب،
- وصبغُ المحبة ِ لم ينصلِ
- عجبتُ لقدّكَ مع لينِهِ
- يرينا اعتدالاص، ولم يعدلِ
- يلينث، وفي فتكهِ قسوة ٌ،
- وذلكَ شأنُ القَنا الذُّبَّلِ
- وعيناكَ قد فوقتْ أسهماً،
- فمَنْ دَلّهنّ على مقتَلي
- وخدكَ موقدة ٌ نارهُ،
- وقلبي بجذوتها يصطلي
- أيا ماطِلاً لوُعودِ الوصالِ،
- ووَعدُ تَجافيهِ لم يَمطُلِ
- بَخِلْتَ، وقد حُزتَ مُلك الجمال،
- ومَن مَلكَ الملكَ لم يَبخَلِ
- فهَلاَّ تعلّمتَ فضلَ السّماحِ
- من راحة ِ الملكِ الأفضلِ
- مليكٌ، إذا هطلتْ كفهُ،
- تصاغرَ قدرُ الحيا المسبلِ
- يشيدُ العلى باليراعِ القصير،
- ويَفخَرُ بالطّرَفِ الأطولِ
- بهِ أصبَحَ المُلكُ في مَعقِلِ
- وفي السّلمِ ذا الخُلُقِ الأسهَلِ
- أخَفُّ إلى الحَرْبِ من ذابِلٍ،
- وأثقَلُ في الحِلمِ من يَذبُلِ
- يُضيءُ لَنا في ظَلامِ الخطوب
- ويشرقُ في حندسِ القسطلِ
- فسيلُ عطاياه للمجتدي،
- ونورُ محياهُ لملجتلي
- يُرَمّلُ بالدّمِ شِلْوَ الكَميّ،
- ويَحنو على البائِسِ المُرمِلِ
- مَناقبُ مَعروفُها تالِدٌ،
- مُحَمّدُ أورَثها من علي
- إلى آلِ أيّوبَ يُعزَى الفَخارُ،
- في كلّ ماضٍ ومستقبلٍ
- ملوكٌ لهمْ شرَفٌ آخرٌ،
- يُخَبّرُ عن شَرفٍ أوّلِ
- يَنُمُّ بهمْ جُودُهمْ مثلَما
- تنمُّ الرياحُ على المندلِ
- حَباكَ المُؤيَّدُ تأييدَهُ،
- كذا همة ُ الليثِ في الأشبلِ
- ولولا وجودُكَ كانَ السّماحُ
- تحتَ الصفائحِ والجندلِ
- فقلبي بإحسانكمْ فارغٌ،
- وكفي بإنعامكم ممتلي
- سَمحتَ ابتداءً، ولم أمتَدحْ،
- وأنعمتَ عفواً، ولم أسألِ
- ووالَيتَ بِرّكَ حتى رَحَلتُ
- حياءً، ولولاه لم أرحلِ
- ولو شِئتُ نَهضي إلى قَصدِكم،
- لخففتُ عن ظهريَ المثقلِ
- فأهمَلتُ واجبَ سَعيي إليك،
- وما كنتُ عندكَ بالمُهمَلِ
- وكَفّرتُ عن زَلّة ِ الانقِطاعِ
- بأحسَنِ من كانَ في مَنزلي
- فأرسَلتُهُ راجِياً أنّهُ
- يمحصُ عن زلة ِ المرسلِ
- فإنْ لاحَظَتَهُ عيونُ الرّضَى
- لَكَ الفَضلُ في ذاكَ والفَخرُ لي
- وإن لم يكنْ غاية ً في الجمال،
- وبدرُ معانيهِ لم يكمَلِ
- فإنّ لهُ غاية ً في الذكاء
- ولُطفَ البَديهَة ِ والمِقوَلِ
- وبكرٍ خدمتُ بها عاجلاً،
- وسيَفُ القَريحَة ِ لم يُصقَلِ
- أرومُ إقامَة َ عذري بها،
- وأُثني على فَضلِكَ الأكمَلِ
- ومثلُكَ مَن قَبِلَ الاعتذارَ،
- وصدّقَ قول المحبّ الوَلي
- فَواضُعفَ حَظّي وفوتَ المُنى ،
- إذا كانَ عذريَ لم يقبلِ
المزيد...
العصور الأدبيه