الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
- تجددُ أنسَ خلانِ الوفاءِ
- وأربابُ الوَدادِ لهم قلوبٌ،
- يُذيبُ صَميمَها فَرطُ الجَفاءِ
- فشَرّفْ بالحُضورِ، فإنّ قَلبي
- يُؤمِّلُ منك ساعاتِ اللّقَاءِ
- وحيّ على المدامِ، ولا تبعِها
- بما فوقَ الثرى لكَ من ثراءِ
- فقَد وَشّى الرّبيعُ لَنا رُبُوعاً،
- فوَشّعَها كتَوشيعِ الرّداءِ
- ونحنُ بمنزلٍ لا نقصَ فيهِ،
- رَحيبَ الرَّبعِ مُرتَفِعِ البِناءِ
- وفي داري بُخارِيٌّ وخَيشٌ،
- أُعِدّا للمَصيفِ وللشّتاءِ
- فهذا فيهِ شاذروانُ نارٍ،
- وهذا فيهِ شاذروانُ ماءِ
- ومَنظَرَة ٍ بها شبّاكُ جامِ
- رقيقِ الجرم معتدلِ الصفاءِ
- يردّ البَردَ والأهواءَ عَنّا،
- ويأذنُ للأشعة ِ والضياءِ
- وبركتنا بها فوارُ ماءٍ
- يُجيدُ القَصدَ في طَلَبِ السّماءِ
- إذا سَفَرَ الصّباحُ لها أضاءَتْ
- بماءٍ مثلِ مَسرودِ الأضاءِ
- وشادٍ يُرجِعُ الصّهباءَ سَكرَى
- بما يبديهِ من طيبِ الغناءِ
- وساقٍ من بني الأعرابِ طفلٍ،
- يزين الحسنَ منهُ بالذكاءِ
- ذكاءُ قريحة ٍ وذكاءُ نشرٍ،
- وأنوارٌ تفوقُ على ذكاءِ
- وراحٌ تعبقُ الأرجاءُ منها،
- كأنّ أريجها طيبُ الثناءِ
- إذا اتحدتْ بجرمِ الكأسِ أخفتْ
- بساطعِ نُورِها جِرمَ الإناءِ
- تعظمُ قدرَ كلّ سليمِ طبعٍ،
- وتصغرُ قدرَ أهلِ الكبرياءِ
- وقد سَتَرَ السّحابُ ذُكا، وفُضّتْ
- جلابيبُ الغيومِ على الفضاءِ
- سماءٌ بالغيومِ شبيهُ أرضٍ،
- وأرضٌ بالخمائلِ كالسماءِ
- إذا درئت بها الأداءُ جاءتْ
- بما يغنيكَ عن شربِ الدواءِ
- وقد زرناكَ في أمسٍ، فزرنا
- نكنْ عندَ الزيارة ِ بالسواءِ
- فشَرطُ الرّاحِ أن تَدعو وتُدعَى ،
- فتسعف بالإجابة ِ والدعاءِ
المزيد...
العصور الأدبيه