الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
- أنَّى ، ونارُ صَبابَتي لا تَخمَدُ
- دامَ البعادُ، فلا أزالُ مكابداً
- دَمعاً يَذوبُ، وزفرَة ً تَتَوَقّدُ
- داءٌ تأبدَ في الفؤادِ مخيمٌ،
- أعيا الأساة َ، وملّ عنه القودُ
- دعني أموتُ بعدّ سكانِ الحمى
- بصَبابَتي، كم جُهد، ما أتَجَلّدُ
- دارَ الأحبة ِ جادَ مغناكَ الحيا،
- وتُرابُ رَبعِكِ للنّواظرِ إثمِدُ
- دون ازدياركِ خوضُ أغمارِ الردى ،
- والسمرُ تشرعُ، والصفاحُ تجردُ
- دِمَنٌ لنا في الجامعَينَ تَنَكّرَتْ،
- من بعدها، أعلامها والمعهدُ
- دَرَسَ الزّمانُ جديدَها بيَدِ البِلى ،
- فالقَلبُ يَبلى ، والهوَى يتَجَدّدُ
- دارتْ على سكانِها كأسُ الردَى ،
- سكِروا بها فغَدا الزّمانُ يُعَربِدُ
- دَعَتِ النّوى بفراقهم، فتَفَرّقوا،
- وقضى الزمانُ ببينهم، فتبددوا
- وهمتْ من الدهرِ الخؤونِ عليهمُ
- نوبٌ على أيدي الزمانِ لها يدُ
- دَهرٌ ذَميمُ الحالَتَينِ، فمَا بهِ
- شيءٌ سوى جودِ ابنِ أرتقَ يحمدُ
- دامَ الخلائقُ يمتطونَ بهِ العلى ،
- ويَبيتُ منهُ الدّهرُ، وهوَ مُسَهَّدُ
- درعٌ بهِ الملكُ العزيزُ مدرعٌ،
- سيفٌ بهِ الدينُ الحنيفُ مقلدُ
- داني النوالِ، فلا ينالُ مقامهُ،
- قاضي المَنالِ، ورِفدُهُ لا يَبعُدُ
- ديمُ الدماءِ تسحُّ من أسيافهِ
- طَوراً، ويُمطِرُ من يَديهِ العَسجَدُ
- دَفَعَ الخُطوبَ عن الأنامِ بعَدلِهِ،
- ورعَى العِبادَ بمُقلَة ٍ لا تَرقُدُ
- دَعْ مَن سِواهُ ولُذ بكَعبَة ِ جودِهِ،
- فجنابهُ لذوي المطالبِ مقصدُ
- دم في سماءِ الملكِ، يا نجمَ العلى ،
- إنّ العبادَ لجودِ كفكَ أعبدُ
- دَبّرتَ أمرَ المُسلمينَ، فطُوّقُوا،
- بنداكَ، أطواقَ الحمامِ، فغردوا
- داويتَ أضعافَ الصدورِ بصارمٍ،
- ماءُ المَنُونِ بمتَنِهِ يَتجَعّدُ
- دَبّتْ نِمالُ المَوتِ في شَفَراتِهِ،
- وجرى الحمامُ بحدهِ يترددُ
- داعٍ، إذا ما قامَ يوماً خاطباً،
- فالهامُ تركعُ والجماجمُ تسجدُ
- دامي المَضارِبِ لو عكَستَ شُعاعَه
- فوقَ الجبالِ، لذابَ منهُ الجلمدُ
- دانَتْ لهُ الدّنيا فمَنظَرُ وَجهِها
- طَلْقٌ، وخَدُّ الدّهرِ منهُ موَرّدُ
- دُكّتْ بك الأرَضُونَ حينَ حلَلتَها
- فعليكَ تغبطها السماءِ وتحمدُ
- دنتِ المطيُّ بنا إليكَ بحدة ٍ،
- فلها علينا منة ٌ لا تجحدُ
- دانيتُ ربعكَ والأعادي شمتٌ،
- فرجعتُ عنهُ والورى لي حسدُ
- دُسْ هامَة َ العَلياءِ وابقَ مُمَلَّكاً
- أبَداً يحلّ بكَ الزّمانُ ويَعقُدُ
المزيد...
العصور الأدبيه