الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> خفصْ همومك، فالحياة ُ غرورُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- خفصْ همومك، فالحياة ُ غرورُ،
- ورَحَى المَنونِ، على الأنامِ تدورُ
- والمرءُ في دارِ الفناءِ مكلفٌ،
- لا قادرٌ فيها ولا معذورُ
- والنّاسُ في الدّنيا كظِلٍّ زائِلٍ،
- كلٌّ إلى حُكمِ الفَناءِ يَصيرُ
- فالنّاسُ والملكُ المتَوَّجُ واحدٌ،
- لا آمرٌ يبقى ، ولا مأمورُ
- عجباً لمن تركَ التذكرَ، وانثنى
- في الأمنِ، وهوَ بعَينِهِ مَغْرُورُ
- في فقدنا الملكَ المؤيدَ شاهدٌ
- ألاّ يَدومَ معَ الزّمانِ سرُورُ
- ملكٌ تيتمتِ الملوكُ برأيهِ،
- فكأنّهُ لصَلاحهمْ إكسيرُ
- من آلِ أيوبِ الذينَ سماحُهم
- بحرٌ بأمواجِ النّدى مسجورُ
- أضحتْ مدائحُه الحسانُ مراثياً،
- للّناسِ منها رَنّة ٌ وزَفيرُ
- وبكتْ لهُ أهلُ الثغورِ، وطالما
- ضحكتْ لدستِ الملكِ منه ثغورُ
- أمسَى عِمادُ الدّينِ بعدَ علومهِ
- ولطِبّهِ عَمّا عَراهُ قُصورُ
- وإذا القَضاءُ جَرى بأمرٍ نافِذٍ،
- غلطَ الطبيبُ، وأخطأ التدبيرُ
- ولو أنّ إسماعيلَ مثلُ سميّه
- يُفدى ، فدَتْهُ تَرائبٌ ونُحورُ
- إن لمتُ صرفَ الدهرِ فيه أجابني:
- أبتِ النُّهَى أن يُعتَبَ المَقدورُ
- أو قلتُ: أين تُرى المؤيدُ؟ قال لي:
- أينَ المظفرُ قبلُ والمنصورُ؟
- أم أينَ كِسرَى أزدشيرُ وقيصرٌ
- والهرمُزان، وقبلهم سابورُ؟
- أينَ ابنُ داودٍ سلمانُ الذي
- كانتْ بجحفلهِ الجبالُ تمورُ
- والرّيحُ تَجري حَيثُ شاءَ بأمرِهِ،
- منقادة ً، وبهِ البساطُ يسيرُ
- فتكَتْ بهم أيدي المَنونِ، ولم تَزَلْ
- خَيلُ المَنونِ على الأنامِ تُغيرُ
- لو كانَ يخلدُ بالفضائلِ ماجدٌ،
- ما ضمتِ الرسلَ الكرامَ قبورُ
- كلٌّ يَصيرُ إلى البِلى ، فأجَبتُه:
- إنّي لأعلمُ، واللبيبُ خبيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه