الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ،
- ولكنْ للعِدَى فِيهِ مَجالُ
- وأعلَمُ أنّ بَعضَ الظّنّ إثمٌ،
- ولكنْ لليَقينِ بِهِ احتِمالُ
- وكنتُ عذرتكم والقولُ نزرٌ،
- فما عذري وقد كشرَ المقالُ
- وقلتم: قيلَ ما لا كانَ عنّا،
- فمَن لي أن يَكونَ، ولا يُقالُ
- فَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري،
- وقوّضَ فِيهِ مالي والرّجالُ
- وكم قد رامَهُ ضِدّي بسوءٍ،
- فراحَ وآلُهُ في الحَربِ آلُ
- سألتُكَ لا تَدَعْ للقَولِ وَجهاً،
- فيكثُر حينَ أذكُرُكَ الجِدالُ
- وإنّي مع صدودِكَ والتجنّي
- وفيٌّ ليسَ لي عنكَ انتقالُ
- أغارُ إذا سرَى بحماكَ برقٌ،
- وأغضَبُ كُلّما طَرَقَ الخَيالُ
- وأُوثرُ أن يَنالَ دَمي ووَفري،
- ومحبوبي عزيزٌ لا ينالُ
- لأنّي لا أخونُ عهودَ خلٍّ،
- ولو حفتْ بيَ النوبُ الثقالُ
- وإنّي إنْ حَلَفتُ لَهُ يَميناً،
- فَما غَيرُ الفِعالِ لها شِمالُ
- فَيا مَنْ سرّني باللّفظِ منهُ،
- ولكنْ ساءَني منهُ الفِعالُ
- إلى كَم ألتَقيكَ بوَجهِ بِشرٍ،
- وفي طَيّ الحَشا داءٌ عُضالُ
- وأحملُ من عداتِكَ كلذ يومٍ
- حديثاً ليسَ تحملهُ الجبالُ
- وأسمَعُ من وُشاة ِ الحَيّ فينا
- كلاماً دونَ موقعهِ النبالُ
- وأرسلُ مع ثقاتكَ من حديثي
- عتاباً، دونهُ السحرُ الحلالُ
- ومهما لم يكنْ في السيفِ أصلٌ
- لجوهرهِ، فما يجدي الصقالُ
- جعلتَ جَميعَ إحساني ذُنُوباً،
- وطالَ بكَ التّعَتّبُ والدّلالُ
- وقلتَ بكَ انهتَكتُ، وذاكَ زُورٌ
- وإنّ الزورَ موقعهُ محالُ
- فَمَا نَفعي بحُسنٍ في خَليلٍ،
- إذا لم يَصفُ لي منهُ الخِلالُ
- إذا عدمَ الفتى خلقاً جميلاً،
- يَسودُ بِهِ، فَلا خُلِقَ الجَمالُ
المزيد...
العصور الأدبيه