الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً >>
قصائدصفي الدين الحلي
- جنّ الظلامُ، فمذ بدا متبسماً
- لاح الهدى وتجلتِ الظلماءُ
- وهدَتْ محبّاً ظَلْ في ليلِ الجَفا
- لمّا هدا وامتدتِ الآناءُ
- رشأ غدا من سكرِ خمرة ِ ريقهِ
- متأودا فكأنها صهباءُ
- وسرتْ بخديهِ المدامُ بلطفِها
- فتوردا وكساهما اللألاءُ
- وافى يعيدُ من التواصل ضعفَ ما
- منهُ بدا إذ صحّ منهُ وفاءُ
- فألمّ بي طوعاً وباتَ لساعدي
- متوسِّدا وفراشُه الأعضاءُ
- عانقتهُ مترفقاً وضممتُه
- متأيدا إذ نامتِ الرقباءُ
- حى اغتدى من ساعديَّ موشَّحاً
- ومقلَّدا وقد اعتراه حياءُ
- وسطا الضياءُ على الظلامِ وحبذا
- لو يفتدى وله النفوس فداءُ
- لم أدرِ، ضوءُ الصّبحِ أقبَل جَيشُهُ
- متبددا، ولهث الشعاعُ لواءُ
- أو نورُ شمسِ الدّين قد جلّى الدجى
- لما بدا وله القلوبُ سماءُ
- شمسٌ إذا ما راحَ ترقبهُ العُلى
- وإذا غَدا فكأنّها الحرباءُ
- وإذا تدرعَ فالسماحة ُ درعُه،
- وإذا ارتدى فله الجَمالُ رِداءُ
- من آلِ عبسونَ الذينَ إذا انتموا
- عبسَ الردى وتولتِ اللأواءُ
- وإذا سطوا بكتِ السيوفُ وإن سخوا
- ضحكَ الندى وتجلتِ الغماءُ
- قومٌ بهم تُجلى الكُروبُ ومنهمُ
- يُرجَى الجَدا إن ضَنَّتِ الأنواءُ
- فنَداهمُ قبلَ السّؤالِ وجَودُهم
- قبلَ النّدى وكذلكَ الكُرَماءُ
- وهم منًى لمن اعتفى ومنية ٌ
- لمن اعتدى فسعادة ٌ وشقاءُ
- مولاَيَ شمسَ الدّينِ يامَن كَفُّهُ
- يروي الصّدى وبها العداة ُ ظماءُ
- اشكو إليكَ غريمَ شوقٍ قد غدا
- متَمَرّداما عندَهُ إغضاءُ
- شَوقي إلى عَلياكَ أعظَمُ أن يُرى
- متعددا ويعمّه الإحصاءُ
- لا زالَ غيثُ نداكَ يمطرُ فضة ً،
- أو عَسجَدا تَغنى بهِ الفقراءُ
المزيد...
العصور الأدبيه