الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- جلَتِ الظّلماءُ باللّهَبِ،
- إذا بدتْ في الليلِ كالشهبِ
- فانحَلَتْ في تاجِها، فجَلَتْ
- ظُلَمَ الأحزانِ والكُرَبِ
- خردٌ شابتْ ذوائبُها،
- وفروعُ الليلِ لم تشبِ
- سفرتْ كالشمسِ ضاحكة ً
- من تواري الشمسِ في الحجبِ
- ما رأينا قبلَ مَنظَرِها،
- ضاحكاً في زيّ منتحبِ
- كيفَ لا تحلو ضرائبُها،
- وبها ضربٌ من الضرَبِ
- خلتُها، والليلُ معتكرٌ،
- ونجومُ الأفقِ لم تغبِ
- قُضُباً من فِضّة غُرسَتْ
- فوقَ كثبانٍ من الذهبِ
- أو يَواقيتاً مُنَضّدَة ً،
- بينَ كثبانٍ من الذهبِ
- بينَ أيدينا على قُضُبِ
- أو أساريعاً على عَمَدٍ،
- أشرقتْ في زيّ مرتقبِ
- أو رِماحاً في العِدى طُعِنَتْ،
- فغَدَتْ مُحمَرّة َ العَذَبِ
- أو سهاماً نصلُها ذهبٌ،
- لسوى الظّلماءِ لم تُصِبِ
- أو أعالي حمرِ ألوية ٍ
- تشرتْ في جحفلٍ لجبِ
- أو شعافَ الروم قد رُفِعتْ
- فوقَ أطرافِ القنا الأشبِ
- أو قياناً من ذوائبِها
- شفٌ للشمٍ لم يغبِ
- أو شواظاً للقِرى رُفعتْ
- تَتراءى في ذُرى كُثُبِ
- أو لظَى نارِ الحُباحبِ قد
- لمَعَتْ للعَينِ عن لَبَبِ
- أو عيونَ الأُسُدِ مُوصَدَة ً
- في ذرى غابٍ من القصبِ
- أو خدودَ الغيدِ ساطعة ً
- أشرقتْ في فاقعِ النقبِ
- أو شَقيقَ الرّوضِ منتَظِماً
- فوقَ مجدولٍ من القصبِ
- أو ذرى نيلوفرٍ رفعتْ
- فوقَ قضبانٍ من الغربِ
المزيد...
العصور الأدبيه