الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ،
- غدتْ وهي قاعٌ في الوقائعِ صفصفُ
- محتها رياحٌ للمنونِ عواصفٌ،
- على أنها لا تتقَى حينَ تعصفُ
- أفي كلّ يومٍ للمنية ِ غارة ٌ،
- تغيرُ على سربِ النفوسِ فتخطفُ
- كأنّ حبالَ الساحرينَ نفوسنا،
- وتلكَ عصا موسَى لها تَتَلَقّفُ
- أغارتْ على الأقيالِ من آلِ سنبسٍ،
- فأصبَحَ فيهمْ صرفُها يتَصَرّفُ
- رجالٌ، لو أنّ الأسدَ تخشَى ديارُهم
- لكنتُ عليها منهمُ أتَخَوّفُ
- شموسٌ أرانا الموتُ في التُّرب كسفَها،
- وما خلتُ أن الشمس في التربِ تكسفُ
- أتاها، فلَم تُدفع من السّيفِ وقعَة ٌ،
- ولم يغنِ منهُ السابريُّ المضففُ
- ولا الخَيلُ تَجري بينَ آذانِها القَنا،
- تُقَرَّطُ من خُرصانِهِ وتُشَنَّفُ
- ولا ردّ عن نفسِ ابنِ حمزة جاشُها
- ولا الجيشُ من أمواجِهِ الأرضُ ترجُفُ
- ولا صارمٌ ماضي الغرارِ بكفة ِ،
- مَضارِبُهُ في الرّوعِ بالدّمِ تَرعَفُ
- عروفٌ بأحوالِ الضّرابِ تؤمهُ
- عزيمَهُ شَهمٍ منهُ بالضّربِ أعرَفُ
- ألا في سبيلِ المجدِ مصرعُ ماجدٍ
- ثِمارُ الأماني مِن أيادِيهِ تُقطَفُ
- إذا ما أرادَ الضدُّ غاية َ ذمهِ
- تَوصّل حتى قال: في الجودِ مُسرفُ
- تصَدّعَ قلبُ البرقِ يومَ مُصابِهِ،
- ألَستَ تَراهُ خافِقاً حينَ يَخطَفُ
- وما زالَ بدرُ التمّ يلطمُ وجههُ
- على فَقدِهِ حتى اغتَدَى ، وهوَ أكلفُ
- فيا هالكاً قد أطمعَ الخطبَ هلكهُ،
- وكانَ بهِ طرفُ النوائبِ يطرفُ
- لقد كنتَ حصناً مانعاً بكَ نلتجي
- حذارَ العِدى ، واليومَ باسمِكَ نحلفُ
- فإن كنتَ في أيامِ عيشكَ كعبة ً
- يلاذُ به، فاليومَ ذكرُك مصحفُ
- فبعدَكَ لا شَملُ اللُّهَى مَتفَرّقٌ،
- بجُودٍ، ولا شَملُ العُلى مُتألّفُ
- سأبكيكَ بالعزّ الذي كنتَ ملبسي،
- وكنتُ بهِ بينَ الوَرَى أتَصرفُ
- وأنزفُ من حزني دمي لا مدامعي،
- وأيُّ دمٍ أبقيتَ فيّ فينزفُ
- سقَى اللَّهُ تُرباً ضَمّ جِسمَكَ وابِلاً
- يُنَمّقُ رَوضاً بَردُهُ ويُفَوِّفُ
- إذا أنكَرَتْ أيدي البِلى عَرَصاتِه،
- يَنمّ على أرجائِهِ، فيُعَرِّفُ
المزيد...
العصور الأدبيه