الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،
صفي الدين الحلي
- تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،
- وقدّ من الصعيدِ لهُ حشايا
- وعانقَ في الدُّجى أعطافَ عضبٍ
- يدبُّ بحدّهِ ماءُ المنايا
- وصَيّرَ جأشَهُ في البِيدِ جَيشاً،
- ومِنْ حَزْمِ الأمورِ لهُ رَبَايا
- فمُذْ بَسَمَتْ ثَنايا الأمنِ نادَى :
- أنا ابنُ جلا وطلاّعُ الثّنايا
- أبيٌّ لا يقيمُ بارضِ ذلٍّ،
- ولا يَدنو إلى طُرُقِ الدنايا
- إذا ضاقتْ بهِ أرضٌ جفاها،
- ولو ملأ النُّضارُ بها الرّكايا
- غدا لأوامرِ السّلانِ طوعاً،
- ولكنْ لا يعدُّ مِنَ الرّعايا
- تركتُ الحُكمَ يسعفُ طالبيهِ،
- ويُورِدُ أهلَهُ خُطَطَ الخَطايا
- وعِفتُ حِسابَهمْ والأصلُ عندي
- وفي كَفّيّ دُستورُ البَقايا
- وسِرْتُ مُرَفَّهاً في حُكمِ نَفسٍ
- تَعُدُّ خمولَها إحدى البَلايا
- ولَيسَ بمُعجِزٍ خَوضُ الفَيافي،
- إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا
- فلي من سرجِ مهري تختُ ملكٍ
- منيعٍ لم تنلهُ يدُ الرّزايا
- وإيوانٌ حكَى إيوانَ كِسرَى ،
- تُدارُ عليهِ مِنْ نَبعٍ حَنايا
- يُقيمُ مَع الرّجالِ، إذا أقَمنا،
- وإنْ سرْنا تسيرُ بهِ المطايا
- يسيرُ بيَ البساطُ بهِ كأنّي
- وَرِثتُ مِن ابنِ داودٍ مَزايا
- يخالُ لسيرهِ في البيدِ خلواً،
- وكمْ فيهِ خبايا في الزّوايا
- تباريهِ معَ الوالدانِ قودٌ
- مضمَّرة ُ الأياطِلِ والحوايا
- وتخفقُ دونَ محملهِ بنودٌ
- كأنّي بعضُ أملاكِ البَرايا
- فأيُّ نَعيمِ مُلْكٍ زالَ عَنّي،
- وأبكارُ الممالك لي خطايا
- إذا وافَيتُ يَوماً رَيعَ مُلكٍ
- ليَ المرباغُ فيهِ والصّفايا
- تلاحظُني الملوكُ بعينِ عزٍّ،
- وتُكرِمُني وتُحسِنُ بي الوَصايا
- أُجاوِرُهمْ كأنّي بَينَ أهلي،
- وكلٌّ مِنْ سَراتِهمُ سَرايا
- وما لي ما أمُتُّ بهِ إلَيهِمْ،
- سوى الآدابِ مع صِدقِ الطّوايا
- وودٍّ شبّهته لهم بنصحٍ،
- إذا شُوركتُ في فَصلِ القَضايا
- وإني لستُ أبدأهم بمدحٍ،
- أرومُ بهِ المَواهبَ والعَطايا
- ولكني أصيرهُ جزاءً
- لما أولوهُ من كرمِ السجايا
- فكم أهديتُ من معنًى دقيقٍ
- بهِ وَصَلَ الدّقيقُ إلى الهَدايا
- فقُلْ لمُسَفِّهٍ في البُعدِ رأيي،
- وكنتُ بهِ أصَحّ النّاسِ رايا
- عذرتكَ لم تذقْ للعزّ طعماً،
- ولا أبدي الزّمانُ لكَ الخفايا
- ولا أولاكَ الحسنِ نوراً،
- كما عَكَسَتْ أشعّتَها المَرايا
- فَما حُرٌّ يَسيغُ الضّيمَ حُرّاً،
- ولو أصمَتْ عَزائمَهُ الرّمايا
- لذلكَ مُذْ عَلا في النّاسِ ذِكري
- رَمَيْتُ بِلادَ قَومي بالنَّسايا
- ولستُ مسفهاً قومي بقولي،
- ولكنّ الرجالَ لها مزايا
المزيد...
العصور الأدبيه