الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> تَراءَتْ لَنا، بينَ الأكِلّة ِ والحُجبِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
تَراءَتْ لَنا، بينَ الأكِلّة ِ والحُجبِ،
صفي الدين الحلي
- تَراءَتْ لَنا، بينَ الأكِلّة ِ والحُجبِ،
- فَتاة بها طَرفي، وهامَ بها قَلبي
- وأعجبُ شيءٍ أنّها مذ تبرجتْ،
- رأتْ حسنها عيني، ولم يرها صحبي
- تلقيتُها بالرحبِ منّي كرامة ً،
- ومنها تعلمنا التلقيَ بالرحبِ
- عَجبتُ لمَسراها، وأعجبُ باللّقا،
- فيَا عَجَبي ممّا رأيتُ، ويا عُجبي
- غزالة ُ سربٍ كنتُ أخشَى نفارَها،
- فأصبَحتُ مع فَوزي بها آمِنَ السّربِ
- خفضتُ جناحَ الذلّ رفعاً لقدرها،
- فأوجبَ ذاك الخفضُ رَفعي عن النّصبِ
- وناجَيتُها فيما أُحبّ سَماعَهُ،
- مشافهة ً، لا بالترسلِ والكتبِ
- لقَد أصبَحَتنا من مُدامِ خِطابِها،
- وما قلتُ إلحاحاً علَيهِ: ألاَ هُبِّي
- حملت الظمأ شوقاً إليها ، فساقني
- إلى عين تنسيمٍ أدمتُ بها شربي
- علمَتُ بها ما كنتُ أجهَلُ عِلمَه،
- وكنتُ بها أُنبا فصِرتُ بها أُنبي
- كستني من العزّ المقيمِ ملابساً
- حِساناً ولم تَقصِد بذاكَ سوى سَلبي
- وأصبَحَ مَوتي كالحَياة ِ بوَصلِها،
- فإن غِبتُ كان البعدُ في غاية ِ القُربِ
- وكم جَعَلَتْ منّي عليّ طَليعَة ً،
- فعَيني لها في ذاكَ عَينٌ على قَلبي
- فكلٌّ يرَى شَمساً من الشّرقِ أشرَقتْ،
- وتشرقُ شمسُ العارفينَ من الغربِ
- فيا حضرة َ القدسِ التي مذ شهدتها
- تيقنَ قلبي بالوصولِ إلى ربّي
- حنانَيكِ قد أشهَدتِني كلّ واجبٍ
- عليّ، فلي من ذاكَ شُغلٌ عن النّدبِ
- فأنتِ لنا قطبٌ عليهِ مدارنا،
- وأيّ رَحًى أضحَتْ تدورُ بلا قُطبِ
المزيد...
العصور الأدبيه