الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
صفي الدين الحلي
- تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
- واغنم لذيذَ العيشِ قبلَ فواتِ
- تمّ السرورُ بنا، فقم يا صاحبي
- نستدركِ الماضي بنهبِ الآتي
- تاقَتْ إلى شُربِ المُدامِ نُفوسُنا،
- لا تذهبنّ بطالة ُ الأوقاتِ
- تَوّجْ بكاساتِ الطَّلى هامَ الرُّبَى ،
- في رَوضَة ٍ مَطلولة ِ الزّهَراتِ
- تغدو سلافُ القطرِ دائرة ً بها،
- والكأسُ دائرَة ً بكَفّ سُقاة ِ
- من ذا أحقّ بها من الكاساتِ
- تبتْ يدا من تابَ عن رشفِ الطلى ،
- والكأسُ مُتّقِدٌ كخَدّ فَتاة ِ
- تِبرِيّة ٌ لولا مُلازَمَتي لها
- أصبحتُ معصوماً من الزلاتِ
- تابعْ إلى أوقاتها داعي الصبا،
- واعجبْ لما فيها من الآياتِ
- تَمّمْ بها نَقصَ السّرورِ، فإنّها
- عندَ الكِرامِ، تميمة ُ اللّذاتِ
- تَركي لأكياسِ النُّضارِ جَهالَة ً،
- خدُّ الغلامِ منمقٌ بنباتِ
- تَبدو، وقد يَبدو النّدى بمتونِها
- صدأً، فتلقطهُ يدُ النسماتِ
- تَسري على صَفحاتِها رِيحُ الصَّبا،
- بسَحائبٍ منهَلّة ِ العَبَراتِ
- تَستَلّ فيها للبُروقِ صَوارِماً،
- كَصَوارِمِ المَنصورِ في الغاراتِ
- تعبٌ لتحصيلِ الثناءِ مجردٌ
- للمجدِ عزماً صادقَ اللحظاتِ
- تبعَ الهوى قومٌ، فكانَ هواه في
- طلبِ العُلى وتجنبِ الشهواتِ
- تَركَ الكَتائبَ في السبّاسبِ شُرَّداً،
- فتَرى الزّمانَ مُقَيَّدَ الخُطَواتِ
- تَمّتْ مَحاسِنُهُ بحُسنِ خَلاقِهِ،
- وسنا، فزادَ الحسنُ بالحسناتِ
- تاهتُ بهِ الدنيا، ولولا جوده،
- كانَ الأنامُ هَباً بغَيرِ هِباتِ
- تبكي خزائنهُ على أموالهِ،
- من حرّ قلبٍ دائم الحسراتِ
- تَتبَسّمُ الأيّامُ عندَ بُكائِها،
- فكأنهنّ بها منَ الشماتِ
- تسمو بهمتكَ ابنَ أرتقَ همة ٌ
- حَفّتْ بألويَة ٍ من العَزَماتِ
- تردي صروفَ الدهرِ وهيَ سواكنٌ،
- إنّ السّكونَ لها من الحَركاتِ
- تاقَتْ إلَيكَ قلوبُ قومٍ أصبَحَتْ
- تلقي إليك معارقَ الفلواتِ
- تركوا على شاطي الفُراتِ ديارَهم
- وسعوا إليكَ، فأحدقوا بفراتِ
- يُهدي إليكَ المادِحونَ جَواهراً،
- منظومة ً كقلائدِ اللباتِ
- تَحلُو صِفاتُكَ في القلوبِ، كأنّها
- جاءَتْ لَمعنًى عارِضٍ في الذّاتِ
- ته في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً،
- تجلو الجفونَ وتملأُ الجفناتِ
المزيد...
العصور الأدبيه