الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ >>
قصائدصفي الدين الحلي
بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
صفي الدين الحلي
- بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
- منّا ولم يَبقَ سرٌّ غَيرَ مُنْهَتِكِ
- وأقبلتْ، وقميصُ الليل قد نحلتْ
- أسمالُهُ، ورداءُ الصّبحِ لم يُحَكِ
- تَبَسّمَتْ إذ رأتْ مَبكايَ فاشتَبَهَتْ
- مدامعي بلآلي الثغرِ في الضحكِ
- فحِرتُ من دُرّ عَبراتي ومَبسِمِها،
- ما بَينَ مُشتَبِهٍ منها ومُشتَبِكِ
- ملكتِ قلبي وجسمي في يديكِ هوًى ،
- إن شئتِ فانتهبي، أو شئتِ فانتهكي
- أفنَتْ لِحاظُكِ أربابَ الغَرامِ، وما
- عليكِ في قتلة ِ العشاق من دركِ
- يذلّ كلّ عزيزٍ في هواكِ كما
- يعزّ كلّ ذليلٍ في حمى الملكِ
- مَلْكٌ لو أنّ يَدَ الأقدارِ تُنصِفُهُ،
- لما أحَلّتهُ إلاَّ ذُروَة َ الفَلَكِ
- يستعظمُ الناسُ من نحكيه عنه، فإنْ
- لاذوا به استَقْلَلوا ما كان عنه حُكي
- يستعظمُ الناسُ ما نحكيه عنه، فإنْ
- تشاركَ الناسُ في إنعام راحتهِ،
- ومَجدُهُ في البَرايا غَيرُ مُشترَكِ
- بحرٌ، ولكنّهُ طابَتْ مَشارِعُهُ،
- والبحرُ يجمَعُ من طيبٍ ومن سَهَكِ
- في كفهِ قلمٌ تهمي مشافرهُ،
- في نَفعِ مُعتَكَرٍ، أو وَقعِ مُعتَرَكِ
- قل للمنكبِ عنهُ كي ينالَ غنى ً،
- لقد سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ مُنسَلِكِ
- يا قاصدي البحر إنّي في ذرى ملكٍ،
- لديهِ أصبحتُ جارَ البحرِ والملكِ
- يا ناصرَ الدّينِ يا مَن شُهبُ عزمتِهِ
- منيرة ٌ في سماءِ المجدِ والحبكِ
- لا يُقدِمُ الدَّهرُ يوماً أن يَميلَ على
- عَبدٍ بحَبلِ وَلاءٍ منكَ مُمتَسِكِ
- ما إن حططتُ رحالي في ربوعكمُ،
- إلاَّ وكنتم لَنا كالماءِ للسَّمَكِ
- ما زِلتَ تَمنَحُني ودّاً، وتَرفَعُني
- حتى ظننتُ محلّي ذروة َ الفلكِ
- وكيفَ تَدرُجُ بي عن ظلّكُم قَدَمٌ
- كأنّني حافياً أمشي على حَسَكِ
- أمسى لها جودكم من أوثقِ الشركِ
- فاسلمْ على قللِ العلياءِ مرتفعاً
- عزاً، وشانئكم في أسفلِ الدركِ
المزيد...
العصور الأدبيه