قصائدصفي الدين الحلي



بكَى عليكَ الحسامُ والقلمُ،
صفي الدين الحلي



  • بكَى عليكَ الحسامُ والقلمُ،

  • وانفجعَ العلمُ فيكَ والعلمُ

  • وضَجّتِ الأرضُ، فالعِبادُ بها

  • لاطِمَة ٌ، والبِلادُ تَلتَطِمُ

  • تُظهِرُ أحزانَها على ملكٍ،

  • جُلُّ ملوكِ الوَرَى لهُ خَدَمُ

  • أبلجُ، غضُّ الشبابِ، مقتبلُ العمـ

  • ـرِ، ولكِنّ مَجدَهُ هَرِمُ

  • محكمق في الورى ، وآملهُ

  • يَحكُمُ في مالِهِ ويَحتَكِمُ

  • يجتمعُ المجدُ والثناءُ لهُ،

  • ومالُهُ، في الوُفودِ، يُقتَسَمُ

  • قد سَئِمتْ جُودَهُ الأنامُ، ولا

  • يلقاهُ، من بذلهِ الندى ، سأمُ

  • ما عرفتْ منهُ لا، ولا نعمٌ،

  • بل دونهنّ الآلاءُ والنِّعَمُ

  • الواهبُ الألفِ، وهوَ مُبتَسِمٌ،

  • والقاتلُ الألفِ، وهوَ مقتحمُ

  • مبتسمٌ والكماة ُ عابسة ٌ،

  • وعابِسٌ، والسّيوفُ تَبتَسِمُ

  • يَستَصغِرُ العَضبَ أن يَصولَ به

  • إنْ لم تجردْ من قبلهِ الهممُ

  • ويستخفّ القناة َ يحملُها،

  • كأنّها في يمنه قلمُ

  • لم يَعلَمِ العالمونَ ما فَقَدوا

  • منهُ، ولا الأقرَبونَ ما عَدِمُوا

  • ما فَقدُ فَردٍ من الأنامِ، كمَنْ

  • إنْ ماتَ ماتتْ لفقدِهِ أممُ

  • والنّاسُ كالعَينِ إن نَقَدتَهُمُ،

  • تَفاوَتَتْ عندَ نَقدِكَ القِيَمُ

  • يا طالبَ الجودِ قد قضى عمرٌ،

  • فكلُّ جودٍ وجودهُ عدمُ

  • ويا مُنادي النّدى ليدركَهُ!

  • أقصِرْ، فَفي مَسمعِ النّدى صَمَمُ

  • مضَى الذي كانَ للأنامِ أباً،

  • فاليومَ كلُّ الأنامِ قد يتموا

  • وسارَ فوقَ الرقابِ مطرحاً،

  • وحَولَهُ الصافناتُ تَزدَحِمُ

  • مقلباتِ السروجِ شاخصة ٌ،

  • لها زَفيرٌ ذابتْ بهِ اللُّجُمُ

  • وحلّ داراً ضاقتْ بساكنِها،

  • ودونَ أدنَى دِيارِهِ إرَمُ

  • كأنّهُ لم يَطُلْ إلى رُتَبٍ،

  • تقصرُ من دونِ نيلها الهممُ

  • ولم يمهدْ للملكِ قاعدة ً

  • بها عُيُون العُقولِ تَحتَلِمُ

  • ولم تُقَبِّلْ لهُ المُلوكُ يَداً

  • تَرغَبُ في سِلمِها، فتَستَلِمُ

  • ولم يقد للحروبِ أسدَ وغى ً،

  • تَسري بها من رِماحِها أجَمُ

  • ولم يصلْ والخميسُ مرتكبٌ

  • عُبابُهُ، والعَجاجُ مُرتَكِمُ

  • أينَ الذي كانَ للوَرى سَنَداً،

  • ورحبُ أكنافِهِ لها حَرَمُ

  • أينَ الذي إنْ سرَى إلى بلَدٍ

  • لا ظُلمَ يَبقى به، ولا ظُلَمُ

  • أين الذي يَحفَظُ الذّمامَ لَنا

  • إنْ خفرتْ عندَ غيرهِ الذممُ

  • يا ناصرَ الدّينِ، وابنَ ناصِرِهِ،

  • ومن بهِ في الخطوبِ يعتصمُ

  • وصاحبَ الرّتبَة ِ التي وَطِئَتْ

  • لها على هامَة ِ السّهَى قَدَمُ

  • تُثني علَيكَ الوَرى ، وما شهِدوا

  • من السجايا إلاّ بما علموا

  • يبكيكَ مألوفكَ التقَى أسفاً،

  • وصاحباكَ العَفافُ والكَرَمُ

  • لم يَشقَ يوماً بكَ الجَليسُ، ولا

  • مسّ نداماكَ عندكَ الندَمُ

  • أغنيتني بالودادِ عن نسبي،

  • كأنّما الودّ بَينَنا رَحِمُ

  • لولا التسلي بمن تركتَ لنا

  • ألَمّ بي من تَدَلُّهي لَمَمُ

  • وفي بقاءِ السلطانِ تسلية ٌ

  • لكلّ قلبٍ بالحزنِ يضطرمُ

  • المَلِكُ الصّالحُ الذي ظَهَرَتْ

  • منهُ السجايا، وطابتِ الشيمُ

  • لا زالَ يُغني الزّمانَ في دَعَة ٍ،

  • والذكرُ عالٍ، والملكُ منتظمُ



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك