الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ،
صفي الدين الحلي
- البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ،
- والسمرُ دونَ قدودِ الخردِ الغيدِ
- والموتُ أحلى لصبٍّ في مفاصلِهِ،
- تجري الصبابة ُ جريَ الماءِ في العودِ
- من لي بعينٍ عدتْ بالغنجِ ناعسة ً،
- أجفانُها، وكَّلَتْ جَفني بتَسهيدِ
- وحاجبٍ فَوقَهُ تَشديدُ طُرّتِهِ،
- كأنّما النّونُ منهُ نُونُ تَوكيدِ
- وماءِ وجهٍ غدا بالنورِ متقداً،
- كأنّ في كلّ خدٍّ نارَ أخدودِ
- ونقطِ خالٍ، إذا شاهدتَ موقعهُ،
- خِلتَ الخَليلَ ثَوَى في نارِ نمرُودِ
- يا أهلَ جيرونَ جرتم بعدَ معدلة ٍ
- ظلماً، وعودتموني غيرَ معهودي
- بذلتُ روحي إلاّ أنها ثمنٌ،
- للوصلِ منكم، ولكن حسبُ مجهودي
- أنا المُحبّ الذي أهلُ الهَوَى نَقَلوا
- عَنّي، فأعطَيتُهُم بالعِشقِ تَقليدي
- من أينَ للعشقِ مثلي في تشرعه،
- ومن يشيدُ دينَ الحبّ تشييدي
- للهِ ليلة ُ أنسٍ قلتُ إذ ذكرتْ:
- يا لَيلَة َ الوَصلِ من ذاتِ اللَّمَى عودي
- والشرقُ قد حملتْ أحشاؤهُ لهباً
- للشمسِ فيها حنينٌ غيرُ مولودِ
- وثَعلَبُ الصّبحِ وافَى فاغراً فَمَهُ،
- إذ قابلتهُ الثريّا شبهَ عنقودِ
- كأنّها شكلُ أنكيسٍ تولدهُ
- في الغَربِ أيدي الدّياجي أيَّ تَوليدِ
- أمسَى بها وعيونُ الغرّ شاخصَة ٌ
- نَحوي وحصني متونِ الضُّمّرِ القُودِ
- مكانتي فوقَ إمكاني، ومقدرتي
- من دونِ قَدري، وجودي فوق موجودي
- وما زجاني امرؤٌ، إلاّ بذلتُ لهُ
- جوداً عن الشكرِ، أو شكراً عن الجودِ
- لا أوحشَ اللهُ من قومٍ مكارمهمْ
- وفضلُ جودهمُ كالطوقِ في جيدي
- ما عشتُ لا أتعاطَى غير حبهمُ،
- وهل سمعتمْ بشركٍ بعدَ توحيدِ
المزيد...
العصور الأدبيه