الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني، >>
قصائدصفي الدين الحلي
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
صفي الدين الحلي
- إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
- ففؤادي لديكمُ وجناني
- واشتياقي لربعكم لا بوجْدي
- بغَوانٍ بهِ، ولا بأغاني
- ما هَوينا مَغنى الدّيارِ، ولكنْ
- بالمَعاني نَهيمُ لا بالمَغاني
- مَن مُعينُ الصّبّ الكئيبِ على الشّو
- قِ إذا باتَ للهمومِ يعاني
- ومن المبلغُ الأحبة ِ أنّي
- طيبُ عيشي من بعدهم ما هناني
- يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالشهبا
- ءِ قَبّل عنّي ثَرَى السّلطانِ
- وابلغِ الملكَ ناصرَ الدّينِ شوقي
- ثمّ قَبّلْ ثَراهُ بالأجفانِ
- عمرَ المالكُ الذي عمرَ المجدَ،
- وقد كانَ داثِرَ البُنيانِ
- والمَليكُ الذي يَرى المَنّ إشرا
- كاً بوصفِ المهيمنِ المنّانِ
- والجوادُ السمحُ الذي مرجَ الـ
- ـبحرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
- ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الرّقّ،
- ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
- بسَجايا رَضِعنَ دَرّ المَعالي،
- ومَزايا رَضِعنَ دَرّ المَعاني
- فلِباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
- ولباغي عَطاهُ بِيضُ الأماني
- يا أخا الجودِ ليسَ مثلُكَ موجو
- داً، وإن كان بادياً للعيانِ
- أنتَ بينَ الأنامِ لفظَهُ إجما
- عٍ، عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
- ذلكَ الرّتبَة ُ التي قَصَّرَتْ دو
- نَ عُلاها النّسرانِ والفَرقَدانِ
- والحسامُ الذي إذا صلتِ البيضِ
- وصلت في البيضِ والأبدانِ
- قامَ في حَومَة ِ الهياجِ خَطيباً،
- قائلاً: كلُّ مَن علَيها فانِ
- واليَراعُ الذي يَزيدُ بقطعِ الرّا
- سِ نطقاً من بعدِ شقّ اللسانِ
- لم تَمَسّ التّرابَ نَعلاكَ، إلاّ
- حسَدَتَهُ مَعاقدُ التّيجانِ
- شِيمٌ لم تَكُنْ لغَيرِكَ إلاّ
- لمعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
- جمعَ اللَّهُ فيكما الحُسنَ والإحسا
- نَ، إذْ كُنتُما رَضيعَي لِبانِ
- وتجارَيتُما إلى حَلَبة ِ المَجدِ،
- فَوافَيتُما كمُهرَيْ رِهانِ
- ثم عاضدتَهُ، فكنتَ لديهِ
- مثلَ هارون في فتَى عِمرانِ
- فتهنّ العيدَ السعيدَ، وإن كا
- نَ لكُلّ الأعيادِ منكَ التّهاني
- واقضِ عُمرَ الزّمانِ صوماً وفطراً،
- خالداً في مَسرّة ٍ وأمانِ
- ليسَ لي في صِفاتِ مَجدِكَ فخرٌ،
- هي أبدتْ لنا بديعَ المعاني
- كلّما أبدَعتْ سَجاياكَ مَعنى ً
- نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
- لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديكَ،
- فَما لي بشُكرِهنّ يَدانِ
- لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
- فيتُ عن بعضِ ذلكَ الإحسان
المزيد...
العصور الأدبيه