قصائدصفي الدين الحلي



أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه،
صفي الدين الحلي



  • أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه،

  • فالسّيفُ لا يَقطَعُ في قِرابِهِ

  • والليثُ لا يرهبُ منْ زئيره،

  • إذا اغتدى محتجباً بغابِه

  • والنجمُ لا يهدي السبيلَ سارياً،

  • إلاّ إذا أسفَرَ من حِجابِه

  • والشهدُ لولا أنْ يُذاقَ طَعمُه،

  • لما غدا مميزاً عن صابِه

  • إذا بدا نورُكَ لا يصدُّه

  • تزاحمُ المواكبِ في ارتكابِه

  • ولا يَضُرُّ البَدرَ، وهوَ مُشِرقٌ،

  • أنّ رقيقَ الغيمِ من نقابِه

  • قمْ غيرَ مأمورٍ، ولكنْ مثلمَا

  • هزّ الحسامُ ساعة َ اجتذابِه

  • فالعميُ لا تعلمْ إرزامَ الحيا،

  • حتى يكونَ الرّعدُ في سَحابِه

  • كم مدركٍ في يومِه بعزمِه،

  • ما لم يكنْ بالأمسِ في حسابِه

  • مَن كانتِ السُّمرُ اللّدانُ رُسلَهُ

  • كانَ بُلوغُ النّصرِ من جَوابِه

  • لا تُبقِ أحزابَ العُداة ِ، واعتَمِدْ

  • ما اعتَمَدَ النبيُّ في أحزابِه

  • ولا تَقُلْ إنّ الصّغيرَ عاجِزٌ،

  • هلْ يَجرحُ اللّيثَ سِوى ذُبابِه؟

  • فارمِ ذُرى قَلعتهمْ بقَلعة ٍ

  • تقلعُ أسّ الطودِ من ترابِه

  • فإنّها إذا رأتكَ مُقبِلاً،

  • مادَتْ وخرّ السورُ لاضطرابِه

  • إنْ لم تحاكِ الدّهرَ في دوامِه،

  • فإنّها تَحكيهِ في انقلابِه

  • وأجلُ لهمْ عزماً، إذا جلوتَه

  • في اللّيلِ، أغنى اللّيلَ عن شِهابِه

  • عزمُ مليكٍ يخضعُ الدهرُ لهُ،

  • وتسجدُ الملوكُ في أعتابِه

  • تُحاذر الأحداثُ من حَديثِهِ،

  • وتَجزَعُ الخُطوبُ مِن خِطابِه

  • قد صرفَ الحجابَ عن حضرتِه،

  • وصَيّرَ الهَيبَة َ من حِجابِه

  • إذا رأى الأمرَ بعينِ فكرِه،

  • رأى خطاءَ الرأي من صوابِه

  • وإنْ أجالَ رأيَهُ في مُشكِلٍ،

  • أعانَهُ الحَقُّ على طِلابِه

  • تَنقادُ مَع آرائِهِ أيّامُه،

  • مثلَ انقيادِ اللفظِ مع إعرابِه

  • لا يَزجُرُ البارحَ في اعتراضِهِ،

  • ولا غُرابَ البَينَ في تَنَعابِه

  • ولا يرى حكمَ النجومِ مانِعاً

  • يرددُ الحزمَ على أعقابِه

  • يقرأُ من عنوانِ سرّ رأيِه،

  • ما سَطّر القَضاءُ في كتابِه

  • قد أشرَقَتْ بنُورِهِ أيّامُه،

  • كأنّما تبسمُ عن أحسابِه

  • يكادُ أن تلهيه عن طالبِه

  • مطالبُ الحمدِ، وعن شرابِه

  • ما سارَ للناسِ ثناءٌ سائرٌ

  • إلاّ وحطّ رحلهُ ببابِه

  • إذا استجارَ مالهُ بكفّه

  • أدانهُ الجودَ على ذهابِه

  • وإنْ كسا الدهرُ الأنامَ مفخراً

  • ظَنَنتَهُ يَخلَعُ من ثيابِهِ

  • يا ملكاً يرء العدوَّ قربَه

  • كالأجلِ المحتومِ في اقترابِه

  • لا تَبذُلِ الحِلمَ لغَيرِ شاكِرً،

  • فإنّهُ يُفضي إلى إعجابِه

  • فالغيثُ يستسقى مع اعتبابِه،

  • وإنّما يُسأمُ في انْسِكابِه

  • فاغزُ العِدى بعزمَة ٍ من شأنِها

  • إتيانُ حزمِ الرّأي من أبوابِه

  • تُسلِمُ أرواحَ العِدى إلى الرّدَى ،

  • وترجعُ الأمرَ إلى أربابِه

  • حتى يقولَ كلُّ ربّ رتبة ٍ:

  • قد رجَعَ الحَقُّ إلى نِصابِه

  • قد رَفَعَ اللَّهُ العَذابَ عَنهُمُ،

  • فشمّروا السّاعِدَ في طِلابِه

  • رنوا إلى الملكِ بعينِ غادِرِ

  • أطمعَهُ حِلمُكَ في اقتِضابِه

  • إن لم تقطعْ بالظبي أوصالهمْ

  • لم تقطعِ الآمالَ من أسبابِه

  • لا تَقبَلِ العُذْرَ، فإنّ رَبّهُ

  • قد أضمرَ التصحيفَ في كتابِه

  • فتوبة ُ المقلِعِ إثر ذنبِه،

  • وتوبة ُ الغادرِ معَ عقابِه

  • لو أنّهمْ خافُوا كِفاءَ ذَنبِهمْ،

  • لم يقدموا يوماص على ارتكابِه

  • فاصرمْ حبالَ عزمهمْ بصارمٍ

  • قد بالَغَ القُيُونُ في انتِخابه

  • كأنّما النّملُ على صَفحَتِه،

  • وأكرعُ الذبابِ في ذبابِه

  • يَعتَذِرُ الموتُ إلى شَفرتِه،

  • وتَقصُرُ الآجالُ عن عِتابِه

  • شيخٌ إذا اقتضّ النّفوسَ قُوّضَتْ،

  • ولا تَزالُ الصِّيدُ مِن خُطّابِه

  • يُذيقُهم في شَيبِه أضعافَ ما

  • أذاقَهُ القُيونُ في شَبابِه

  • يا ملكاً يعتذرُ الدّهرُ لهُ،

  • وتَخدُمُ الأيّامُ في رِكابِه

  • لم يَكُ تَحريضي لكُمْ إساءَة ً،

  • ولم أحلْ في القولِ عن آدابِه

  • ولا يعيبُ السيفَ، وهوَ صارمٌ،

  • هذُّ يدِ الجاذبِ في نتدابِه

  • ذكرُكَ مَشهورٌ، ونَظمي سائرٌ،

  • كِلاهُما أمعَنَ في اغترابِه

  • ذكرٌ جَميلٌ غَيرَ أنّ نَظمَهُ

  • يزيدُهُ حسناً مع اصطحابِه

  • كالدرّ لا يظهرُ حسنَ عقدِهِ

  • إلاّ جوازُ السلكِ في أثقابِه



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط