قصائدصفي الدين الحلي



أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا،
صفي الدين الحلي



  • أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا،

  • تطوي الفلا وتقطعُ المراحَلا

  • تذكرتْ آكامَ دبرنداتِها،

  • وعافَتِ الآجامَ والمَراحِلا

  • أذكرها عرفُ الربيعِ إلفها،

  • فأقبَلَتْ لشَوقِها حَوامِلا

  • نفرقُ في الجوّ بصوتٍ مطربٍ،

  • يشوقُ من كانَ إليها مائلا

  • هدية ُ الصنف ودربندية ٌ،

  • أو خزرياتٌ بدتْ أصائِلا

  • لمّا رأتْ حَرّ المَصيفِ مُقبِلا،

  • وطيبَ بَردِ القَرّ ظِلاًّ زائِلا

  • أهمَلَتِ التّخبيطَ في مَطارِها،

  • وعَسكَرَتْ لسَيرِها قَوافِلا

  • من بَعدِ ما مَرّتْ بها أخياطُها،

  • كما نظمتَ في البُرى البوازِلا

  • تَنهَضُ من صَرحِ الجليلِ تحتَها،

  • بأرجُلٍ لبَردِهِ قَوابِلا

  • قد أنفتْ أيامُ كانونٍ لها

  • من أن تُرَى من الحِلى عواطِلا

  • فصاغَتِ الطّلَّ لها قَلائِداً،

  • والثلجَ في أرجلِها خلاخِلا

  • لمّا دعاني صاحبي لبرزة ٍ

  • ونبهَ الزميلَ والمقاوِلا

  • أجبتهُ مستبشراً بقصدها:

  • نَبّهتُمُ لَيثَ عرينٍ باسِلا

  • ثمّ بَرَزنا نَقتَفي آثارَهُ،

  • ونقصدُ الأملاقَ والمناهِلا

  • بينَ قديم وزميل صادق،

  • لا زالَ شكري لهما مواصلا

  • والصّبحُ قد أعمّنا بنورِهِ،

  • لمّا انثنى جنحُ الظلامِ راحِلا

  • تَخالُ ضوءَ الصّبحِ فَوداً شائِباً،

  • وتحسبُ الليلَ خضاباً ناصِلا

  • وقد أقَمنا في المَقاماتِ لها

  • مَعالماً تَحسبُها مَجاهِلا

  • وأعينُ الأسدِ، إذا جنّ الدّجى

  • أذكتْ لنا أحداقُها مشاعِلا

  • نَرشُقُها من تَحتِها ببنُدقٍ،

  • يَعرُجُ كالشُّهبِ إليها واصِلا

  • فما رقي تحتَ الطيورِ صاعدٌ،

  • إلاّ اغتدى بها البلاءُ نازِلا

  • للهِ أيامٌ بهورٍ بابِلٍ

  • أضحَى بها الدّهرُ علينا باخِلا

  • فكَم قضَينا فيهِ شَملاً جامِعاً،

  • وكم صحبنا فيهِ جمعاً شاملا

  • فهل تُرى ترجعُ أيامٌ به،

  • في جذلٍ قد كانَ فيهِ حاصِلا

  • هَيهَاتَ مَهمَا يَستَعرْ مسترجعٌ،

  • أراجعٌ لي الدّهرُ حَولاً كامِلا



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك