الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- أهلاً بها قَوادِماً رَواحِلا،
- تطوي الفلا وتقطعُ المراحَلا
- تذكرتْ آكامَ دبرنداتِها،
- وعافَتِ الآجامَ والمَراحِلا
- أذكرها عرفُ الربيعِ إلفها،
- فأقبَلَتْ لشَوقِها حَوامِلا
- نفرقُ في الجوّ بصوتٍ مطربٍ،
- يشوقُ من كانَ إليها مائلا
- هدية ُ الصنف ودربندية ٌ،
- أو خزرياتٌ بدتْ أصائِلا
- لمّا رأتْ حَرّ المَصيفِ مُقبِلا،
- وطيبَ بَردِ القَرّ ظِلاًّ زائِلا
- أهمَلَتِ التّخبيطَ في مَطارِها،
- وعَسكَرَتْ لسَيرِها قَوافِلا
- من بَعدِ ما مَرّتْ بها أخياطُها،
- كما نظمتَ في البُرى البوازِلا
- تَنهَضُ من صَرحِ الجليلِ تحتَها،
- بأرجُلٍ لبَردِهِ قَوابِلا
- قد أنفتْ أيامُ كانونٍ لها
- من أن تُرَى من الحِلى عواطِلا
- فصاغَتِ الطّلَّ لها قَلائِداً،
- والثلجَ في أرجلِها خلاخِلا
- لمّا دعاني صاحبي لبرزة ٍ
- ونبهَ الزميلَ والمقاوِلا
- أجبتهُ مستبشراً بقصدها:
- نَبّهتُمُ لَيثَ عرينٍ باسِلا
- ثمّ بَرَزنا نَقتَفي آثارَهُ،
- ونقصدُ الأملاقَ والمناهِلا
- بينَ قديم وزميل صادق،
- لا زالَ شكري لهما مواصلا
- والصّبحُ قد أعمّنا بنورِهِ،
- لمّا انثنى جنحُ الظلامِ راحِلا
- تَخالُ ضوءَ الصّبحِ فَوداً شائِباً،
- وتحسبُ الليلَ خضاباً ناصِلا
- وقد أقَمنا في المَقاماتِ لها
- مَعالماً تَحسبُها مَجاهِلا
- وأعينُ الأسدِ، إذا جنّ الدّجى
- أذكتْ لنا أحداقُها مشاعِلا
- نَرشُقُها من تَحتِها ببنُدقٍ،
- يَعرُجُ كالشُّهبِ إليها واصِلا
- فما رقي تحتَ الطيورِ صاعدٌ،
- إلاّ اغتدى بها البلاءُ نازِلا
- للهِ أيامٌ بهورٍ بابِلٍ
- أضحَى بها الدّهرُ علينا باخِلا
- فكَم قضَينا فيهِ شَملاً جامِعاً،
- وكم صحبنا فيهِ جمعاً شاملا
- فهل تُرى ترجعُ أيامٌ به،
- في جذلٍ قد كانَ فيهِ حاصِلا
- هَيهَاتَ مَهمَا يَستَعرْ مسترجعٌ،
- أراجعٌ لي الدّهرُ حَولاً كامِلا
المزيد...
العصور الأدبيه