الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ >>
قصائدصفي الدين الحلي
- ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ
- ـهِ وطاغي قريشٍ وكذابِها
- وباغي العِبادِ وباغي العِنادِ،
- وهاجي الكِرامِ ومُغتابِها
- أأنتَ تفاخرُ آلَ النبي
- وتَجحدُها فَضلَ أحسابِها
- بكمْ باهلَ المصطفى أمْ بهمْ
- فردَّ العداة َ بأوصابها
- أعَنكُمْ نَفَى الرِّجسَ أم عَنهمُ
- لطهرِ النفوس وألبابِها
- أما الرِّجسُ والخَمرُ من دابِكم،
- وفرطُ العبادة ِ من دابِها
- وقلتَ ورِثنا ثيابَ النّبيّ،
- فكَمْ تَجذبِونَ بأهدابِها
- وعندَكَ لا يُورِثُ الأنبياءُ،
- فكَيفَ حَظيتُمْ بأثوابِها
- فكَذّبتَ نَفسَكَ في الحالَتَينِ،
- ولم تعلمِ الشهدَ من صابِها
- أجَدُّكَ يَرضَى بما قُلْتَهُ،
- وما كانَ يوماً بمرتابِها
- وكانَ بصفينَ من حزبهمْ،
- لحربِ الطغاة ِ وأحزابها
- وقد شمرَ الموتُ عن ساقِهِ،
- وكشرتِ الحربُ عن نابِها
- فأقبلَ يدعو إلى حيدرٍ،
- بإرغابِها وبإرهابِها
- وآثَرَ أن تَرتَضيهِ الأنامُ
- منَ الحكمينِ لأسبابِها
- ليُعطي الخِلاَفَة َ أهلاً لها،
- فلَمْ يَرتَضوهُ لإيجابِها
- وصلذى مع الناسِ طولَ الحياة ِ،
- وحيدَرُ في صَدرِ مِحرابِها
- فهَلاّ تَقَمّصَها جَدُّكم،
- إذا كان، إذْ ذاك أحرَى بِها
- لِذا جُعِلَ الأمرُ شُورى لهم،
- فهل كانَ من بعضِ أربابِها
- أخامِسَهُمْ كانَ أمْ سادِساً،
- وقد جلبتْ بينَ خطابِها
- وقولكَ أنتمْ بنو بنيهِ
- ولكن بَنو العَمّ أولى بِها
- بنو البنتِ أيضاً بنو عمّهِ،
- وذلِكَ أدنَى لأنسابِها
- فدَعْ في الخلافة ِ فَصلَ الخِلافِ،
- فليستْ ذلولاً لركابِها
- وما أنتَ والفَحصَ عن شانِها،
- وما قَمّصوكَ بأثوابِها
- وما ساورتكَ سوء ساعة ٍ،
- فَما كنتَ أهلاً لأسبابِها
- وكيفَ يخصّوكَ يَوماً بِها
- ولمْ تتأدّبُ بآدابِها
- وقلتَ بأنّكُمُ القاتِلونَ
- أسودَ أمية َ في غابِها
- كذَبَتَ وأسرَفتَ فيما ادّعَيتَ،
- ولم تنهَ نفسكَ عن عابِها
- فكَم حاوَلَتها سَراة ٌ لَكُمْ،
- فردتْ على نكصِ أعتابِها
- ولولا سيوفُ أبي مسلمٍ
- لعزتْ على جهدِ طلابِها
- وذلكَ عَبدٌ لهمْ لا لَكُمْ،
- وسَعيِ السُّقاة ِ بأكوابِها
- وكنتُم أسارى بَبطنِ الحُبوسِ،
- وقد شفكم لثمُ أعقابِها
- فأخرَجَكُمْ وحَباكُمْ بِها
- وقَمّصَكُم فَضَل جِلبابِها
- فجازَيتموهُ بشرّ الجزاءِ،
- لطَغوى النّفوسِ وإعجابِها
- فدَعْ ذكرَ قومَ رَضوا بالكَفافِ،
- وجاؤوا الخِلافَة َ مِن بابِها
- همُ الزّاهدونَ، همُ العابدونَ،
- هُمُ السّاجدونَ بمِحرابِها
- هُمُ الصّائمون، هُمُ القائمون،
- هُمُ العالمون بآدابِها
- همُ قطبُ ملة دينِ الإلهِ،
- ودورُ الرّحَى حولَ أقطابِها
- عليكَ بلهوكَ بالغانياتِ،
- وخَلِّ المَعالي لأصحابِها
- ووصفِ العذارِ وذاتِ الخمارِ،
- ونعتِ العقارِ بالقابِها
- فذلك شأنُكَ لا شأنُهُمْ،
- وجَرْيُ الجِيادِ بأحسابِها
المزيد...
العصور الأدبيه