الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
صفي الدين الحلي
- أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
- وعاقِرْ صَفوَ عَيشِكَ بالعُقارِ
- وهبّ مع الصباحِ إلى صبوحٍ،
- وصلْ آناءَ ليلكَ بالنهارِ
- وإنْ شرفتَ مجلسنا، فإنّا
- لنا حقّ الصداقة ِ والجوارِ
- فعندي سادة ٌ غرٌّ كرامٌ،
- يَزينُونَ الخَلاعَة َ بالوَقارِ
- ومَجلِسُنا بهِ ساقٍ صَغيرٌ،
- يُحَيّينا بأقداحٍ كِبارِ
- إذا ما قلت: مهلاً! قال: مه لا،
- وحقك ليسَ ذا يوم اختصارِ
- وشادٍ قد حوى في الخدّ منهُ
- كما في الكأسِ من ماءٍ ونارٍ
- إذا أرضَى مَسامعنا بشَدوٍ،
- تُجاوِبُهُ البَلابلُ والقُمارِي
- وحضرتنا من الأزهارِ ملأى ،
- من الوَردِ المُكَلَّلِ بالبَهارِ
- وفي ميداننا فرسانُ لهوٍ،
- كماة ٌ في المجالسِ لا القفارِ
- رماحُهُمُ الشّموعُ بهِ، وفيهِ
- دُخانُ النّدّ كالنّقعِ المُثارِ
- وراحق في لجينِ الكأسِ تحكي
- بصفرة ِ لونها ذوبَ النضارِ
- وقد عَقَدَ الحَبابُ لها نِطاقاً،
- لمِعصَمِ كأسِها شِبهَ السِّوارِ
- فَلا تَعزِمْ لَنا عُذراً، فإنّا
- نجلكَ عن مقامِ الإعتذارِ
- وعَجّلْ بالتّفَضّلِ، أو أرِحنا
- بمَنعِكَ عن عَناءِ الانتِظارِ
المزيد...
العصور الأدبيه