الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
- فأرتنا الآياتِ والبيناتِ
- وتجلتْ من خدرِها، فنهضنا،
- ومشينا لفضلِها خطواتِ
- كيفَ لا تخضعُ العقولُ لديها،
- وهيّ سلطانُ سائرِ المسكراتِ
- قَهوَة ٌ بَردُها يَنُوبُ عن الما
- ءِ، وتغني طوراً عن الأقواتِ
- لو حَسَا ابنُ التّسعينَ منها ثَلاثاً
- أبدَلَتْ قَوسَ قَدّهِ بقَناة ِ
- قَتَلَتها السُّقاة ُ عَمداً لتَحيَا،
- بشَبا الماءِ لا حدودِ الظُّباتِ
- ألفوا في الكؤوسِ إذ مزجوها،
- بينَ ماءَ الحيا وماءِ الحياة ِ
- بأحمرارٍ يدبّ في يققِ الما
- ءِ دَبيبَ التّضريجِ في الوَجَناتِ
- سبكَ الدهرُ تبرها، فتراءتْ
- كسنا الشمسِ في الصفا والصفاتِ
- جاءَ نَصّ الكتابِ بالنّفعِ فيها،
- لو خلتْ من مآثمِ الشبهاتِ
- نهكَ المفرطونَ فيها حمَى الإسـ
- ـلاَمِ مِن غَيرِ عِدّة ِ وَثَباتِ
- لو حَسَوها بما لها من شروطٍ،
- بدلتْ سيئاتهم حسناتِ
- قلتُ لمّا شربتها مع كرامٍ
- عَرَفوا ما لها منَ الآياتِ
- ولدينا السرورُ دانَ، وعنّا
- الضّدُّ قد غابَ والزّمانُ مُواتِ:
- كم يَفُوتُ المُعربدينَ على السّكْـ
- ـرِ لدَينا من طَيّبِ اللّذّاتِ
المزيد...
العصور الأدبيه