قصائدحيدر بن سليمان الحلي



نفحاتُ السرورِ أحيت حبيبا
حيدر بن سليمان الحلي



  • نفحاتُ السرورِ أحيت حبيبا

  • فحبتنا من النسيب نصيبا

  • وأعادت لنا صريعَ الغواني

  • يسترقُّ الغرامَ والتشبيبا

  • غادرتنا نجرّ رجل خليعٍ

  • غَزلٍ كالصبا يعدُّ المشيبا

  • نعّمتنا بناعم القدِّ غضّ

  • قد كساه الشبابُ برداً قشيبا

  • زارنا والنسيمُ نمَّ عليه

  • فكأَنَّ النسيمَ كان رقيبا

  • رشأٌ عاطشُ الموشح ريّا

  • نُ بماء الصِّبا يميس قضيبا

  • ما نضى برقعَ المحاسن إلاّ

  • لبس البدرُ للحياءِ الغروبا

  • فعلى بانة يجيلُ وشاحاً

  • وعلى نيّرٍ يزرُّ جيوبا

  • لو رأت نارُ وجنتيه النصارى

  • عبدت كالمجوس منها اللهيبا

  • أَو لحاها قسّيسُها لأتت تو

  • قد فيها ناقوسَها والصليبا

  • كم لحاني العذولُ ثم رآه

  • فغذا شيّقاً إليه طروبا

  • جاءَني لائماً فعاد حسوداً

  • ربَّ داءٍ سرى فأعدى الطبيبا

  • يا نديمي أطربتَ سمعي بلمياءَ

  • ويا ربِّ زِدتني تعذيبا

  • لي فيها جعلتَ ألفَ رقيبٍ

  • ولشهب السما جعلت رقيبا

  • ذاتُ قدٍّ تكاد تقصف منه

  • نسماتُ الدلال غصناً رطيبا

  • فأعد ذكرها لسمعي فقلبي

  • كادَ شوقاً لذكرها أن يذوبا

  • غنِّ لي باسمها على نُقُلِ الراح

  • وزدني أفدي لكَ العندليبا

  • بربيبٍ حوى بديعَ جمالٍ

  • فيه قد أخجل الغُزالَ الربيبا

  • كَفِلاً ناعماً وطرفاً كحيلاً

  • وحشى َ مُخطفاً وكفّاً خضيبا

  • وَكَورد الرياض وجنة ُ خدٍ

  • يقطفُ اللثمُ منه ورداً عجيبا

  • كلّما طّله الحيا بنداه

  • رشَّ ماءً فبلَّ فيه القلوبا

  • يا بعيداً أثمرنَ منه أعالي

  • غُصنِ القدِّ لي عِناقاً قريبا

  • ما أجدَّ الفتورُ لحظَكَ إلاّ

  • وبلبّ اللبيب كان لعوبا

  • أو بخديك عقربُ الصدغِ دبَّت

  • فبقلبي لها وجدتُ دبيبا

  • لم تزل تألفُ الكثيبَ وقلبي

  • يتمّنى بأن يكون الكثيبا

  • أنتَ ريحانة ُ المشوقِ ولكن

  • جاءَنا ما يفوق ريّاكَ طيبا

  • فَلنَا من محمد بشذاه

  • نسماتُ الأقبال طابت هُبوبا

  • نفحتنا أعطافهُ فانتشقنا

  • أرجاً عطّر الصَبا والجَنوبا

  • أكثرت شوقها إليه القوافي

  • فأقلّت للمدح فيه النسيبا

  • ودعت يا بن أعلم القوم بالله

  • ويا أكمل الورى تهذيبا

  • لحظاتُ الإله في الخلق أنتم

  • وابنُ ريبٍ من ردَّ ذا مُستريبا

  • ومتى تنتظم قنا الفخر كنتم

  • صدرها والكرامُ كانوا كعوبا

  • وإذا أذنبَ الزمانُ فأنتم

  • حسناتٌ له تحطّ الذنوبا

  • بَردت بالهنا ثغورُ المعالي

  • وجلى الابتسامُ منها الغروبا

  • ووجوه الأيام قد أصبحت تخـ

  • ـطبُ حسناً وكنَّ قبلُ خُطوبا

  • ضحكت بهجة ً بلامع بِشرٍ

  • لم تدع للتقطيب فيه نصيبا

  • ليت شعري أكان للنجف الأشـ

  • ـرف أم للفيحاء أجلى شحوبا

  • فرح طافت المسرّة ُ فيه

  • فأزالت عن القلوب الكروبا

  • فتعاطت على اختلاف هواها

  • ضَرباً هذه وتلك ضريبا

  • فأدر لي يا صاحبي حلب البشر

  • المُصفى ّ واترك لغيري الحليبا

  • أيها القادمُ الذي تتمنى

  • كلُّ عينٍ رأته أن لا يغيبا

  • قد شهدنَ الفجاج أنَّ بتقويـ

  • ـيضك للجود في الفلا تطنيبا

  • كل فجٍ لم ترتحل منه إلاّ

  • وأقمتَ السماح فيهِ خَطيبا

  • قد بذلت القِرى لها وسقاها

  • بك ربُّ السماءِ غيثاً سكوبا

  • فكفاها خصباً بأنك فيها

  • سرتَ والغيثَ تقتلان الجُدوبا

  • يا بن قومٍ يَكاد يمسكها الركـ

  • ـنِ كما يمسك الحبيبُ الحبيبا

  • بك باهى مقامُ جدّك إبرا

  • هيمَ لمّا أن قمت فيه مُنيبا

  • مسَّ منه مناكباً لك مسّتـ

  • ـه وأخلِق عنه بها أن تنوبا

  • ولو انَّ البطحاء تملك نُطقاً

  • لسمعت التأهيلَ والترحيبا

  • منك حيّت عمروَ العُلى ذلك المُـ

  • ـكثر للضيف زادَه والمطيبا

  • وأرتها شمائلٌ لك راقت

  • أنَّ شيخ البطحاءِ قامَ مهيبا

  • واستهلَّت طير السماءِ وقالت

  • مشعُ الطير جاء يطوي السُهوبا

  • إنَّ هذا لشيبة الحمد أولى

  • فابن مَن سادهم شباباً وشيبا

  • شرفاً يا بني الإمامة َ قد الّـ

  • ـف مَهديُّها عليها القلوبا

  • فيه بانت حقائق الفضل للنا

  • س وكنَّ الأسماءَ والتلقيبا

  • وإليه رياسة الدين آبت

  • وقُصارى انتظارها أن تؤوبا

  • كلّما عنَّ مشكلٌ حضرته

  • فكرة ٌ فيه أطلعته الغيوبا

  • أحزمُ العالمين رأياً وأقوا

  • هم على العاجمين عوداً صليبا

  • يا أبا الأنجمِ الثواقبِ في الخطـ

  • ـب بقلب الحسود أبقوا ثُقوبا

  • إنَّ مَن عن قسّي رأيك يَرمي

  • لجدير سهامُه أن تصيبا

  • حلف المجدُّ فيك لا يلد الدهرُ

  • لهم في بني المعالي ضريبا

  • لست أدري هل الصوارمُ أم الـ

  • ـسنهم في الخصام أمضى غُروبا

  • والغوادي للعام أضحكُ أم أيـ

  • ـديهم البيضُ حين تأبى قطوبا

  • خير ما استغزر الرجا جعفرَ الجودِ

  • وَناهيك أن تروُدَ وهوبا

  • لو بصغرى البنان ساجل بحراً

  • لأرى البحرَ أنَّ فيه نُضوبا

  • أريحيٌّ أرقُّ طبعاً من الزهـ

  • ـر المندّى باكرته مستطيبا

  • عجباً هزَّه المديحُ ارتياحاً

  • واهتزازُ الأطوادِ كان غريبا

  • هو في طيب ذكره صالحُ الفعل

  • لقد طاب مَحضراً ومغيبا

  • أطهر الناسِ مئزراً ورداء

  • الغيب أنقى على العفاف جيوبا

  • خُلقه أسكر الزمانَ ولكن

  • لم يكن في كؤوسه مسكوبا

  • قل لِمن رام شأوَه أين تَبغي

  • قد تعلّقت ظنّك المكذوبا

  • أو ما في الحسين ما قد نهاكم

  • أن تطيلوا وراءَه التقريبا

  • سادة للعُلى يرشّحها المجدُ

  • وليداً وناشئاً وَربيبا

  • زعماءُ الأنام قد ضرب الفخرُ

  • عليهم رِواقَهِ المحجوبا

  • سمروا في قباب مجدٍ أعدوّا

  • حارسيها الترهيبَ والترغيبا

  • كلّ سَبطِ البنان في الشتوة الغبـ

  • ـراء يأبى عنها الحيا أن ينوبا

  • حيّ بسامة َ العشيّ تُفدّي

  • بوجوهٍ كم قد دجت تقطيبا

  • كم دعاها الرجا فأنشد يأساً

  • من سجايا الطلول أن لا تجيبا

  • لا عدى ميسم الهيجاءِ أُناساً

  • كان وسمُ المديح فيهم غريبا

  • صبغ الله أوجه البيض والصفر

  • بحظّ الذي يكون أديبا

  • كم أعارت محاسنُ الدهرِ قوماً

  • ملأُوا عيبة َ الزمان عُيوبا

  • أيّها اللامعاتُ فيهم غروراً

  • لابن دينارك استرقّي الخصيبا

  • كتب الطبع فيك نصراً من الحظ

  • وفتحاً للأَعبياءِ قريبا

  • كم لبيبٍ بغير مُغنٍ ومُغنٍ

  • لأخي ثروة ٍ وليس لبيبا

  • فأعد لي ودعهم ذكرَ قومٍ

  • لك مهما نشرته ازدادا طيبا

  • عِترة َ الوحي ما أقلّ ثنائي

  • إنَّ ظهر الإِنشاء ليس ركوبا

  • بل بصدر القول ازدحمنَ مزايا

  • كم فضيّقنه وكان رحيبا

  • لم تزل منكم تقرُّ عيوناً

  • فرحاتٌ لكم تسرّ القلوبا

  • فبثوب الزمان ليس سواكم

  • فالبسوه على الدوام قشيبا



أعمال أخرى حيدر بن سليمان الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط