الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> ما لهم يا قبرُ قد جدُّوا انصرافا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- ما لهم يا قبرُ قد جدُّوا انصرافا
- بعدما قد دفنوا فيك العفافا
- وحثوا منك على عين العُلى
- تربة ً تستافها الحورُ استيافا
- نفضوا تربك والصبرَ معاً
- عن يدٍ تمسكُ أكباداً لهافا
- وردوا أمس ثقالاً بالجوى
- فبماذا صدروا اليوم خفافا؟
- هل أعادوا معهم ما أخذوا
- من حشاشات تبقّوها لهافا
- لا ومَن قد طهَّر الماءَ بها
- مذ لها مطلقه كان مضافا
- والتي راحَ الحيا ملتحفاً
- معها طاهرَ برديها التحافا
- بل أعادوا جمرة الوجد إلى
- أضلع باتت عليها تتجافى
- حجب القبرُ ابنة الوحيِ التي
- شرفُ الذكر بعلياها أنافا
- من كريماتٍ على الله لها
- ضرب العصمة خدراً وسجافا
- لم تلد إلا الذي يسقي كلا
- ما نحى سجليه شهداً وذعافا
- والتي ما مدَّت العليا على
- مثلها يوماً لتخدير طرافا
- صاح هل تعلمُ لمّا أفردت
- وامتلى القبرُ ضجيجاً وهتافا
- أبذاك الترب وأروا فاطماً
- أم إليها العالمُ القدسيُ وافى
- ونعم فيه توارت شعبة ٌ
- من حشاها اختطفت منها اختطافا
- ساقها الحتفُ ولكن بعدما
- شق من صدر الهدى عنها الشغافا
- وعليها مسح الوجدُ ضحى ً
- مقلة ً عمياء لا تدري الجفافا
- أوحشت من أمّ شبلٍ غابة ً
- لو بها مرَّ أبو شبلٍ لخافا
- كعبة التخدير إلا أنها
- خلقت للملأ الأعلى مطافا
- دارُ قدسٍ أودع الله بها
- خيرَ أهل الأرض نسكاً وعفافا
- قل لمن رام انحرافاً عنهم
- ضلَّ من يبغي عن الحق انحرافا
- سادة ٌ للرشد في مهدِّيهم
- جعل اللهُ من الغيِّ انتصافا
- كلُّهم أبحرُ علمٍ طفحت
- فاغترف من أبِّهم شئتَ اغترافا
- فضلوا الخلقَ أكفاً سحباً
- رفع المحلَ وأخلاقاً سلافا
- أسكرتْ في حبهم حتى العدى
- فهي الصهباء لطفاً وارتشافا
- كرماءٌ لِقرى أضيافهم
- ينحرون البدرَ لا البدنَ العجافا
- آمنوا في الله من آمنه
- وأخافوا من له الله أخافا
- يا ذوي الحلم وفيكم رقة ٌ
- فقتم فيها حنوَّاً وانعطافا
- إنما هزَّت قنا صبركُم
- نكبة ُ الدهر فزادتها ثقافا
- وعلى زحف الليالي لاشكت
- أبداً أبيات علياكم زحافا
المزيد...
العصور الأدبيه