الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> ماذا تريدين بالدنيا يدَ القدرِ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- ماذا تريدين بالدنيا يدَ القدرِ
- لقد ذهبت بسمع الدهر والبصرِ
- سوَّدتِ مشرقها القاصى ومغربها
- بكاسف الأبيضين الشمس والقمرِ
- وغودر الأفقُ معتلاً وأنجمه
- من غائرِ ضوؤه منها ومنكدر
- وأصبح النجف الأعلى يغصُّ شجى ً
- لله ما صنعت فيه يدُ الغيَر
- طويتِ خيرَ معدٍّ كلها نسباً
- وأكرمَ الناس من بادِ ومحتضر
- طأطأتِ من هاشمٍ للأرض هام على ً
- ما طأطأتها ظبا الهندية البتر
- أرغمتِ منها أنوفاً كلُها شممٌ
- ما أرغمت بين أطراف القنا السمر
- أريتها يومَها من قبلُ حين سرت
- بمشبع الطير في أعوامها الغبر
- فاسأل بها اليوم هل وارت محمدهَا
- أم شيبة الحمد في ذاك الثرى العطر
- خطبٌ لوت عنقَ الإسلام منه يدٌ
- يا شلَّها اللهُ قد ألوت على مضر
- مضى بأجمعها قلباً وأقطعها
- غرباً وأمنعها للخائف الحذر
- فالآن لم يبقَ كهفٌ للمروع ولا
- مأوى ً يحطُّ إليه راكبُ الخطر
- قد طوّحت جبلَ المجد المنيف عُلى ً
- على الورى نكباتُ الحادث النكر
- يا من عن المجد أضحى مزمعاً سفراً
- ما كان أبرحه للمجد من سفر
- أمهل فواقا فزوِّد أنفساً بقيت
- موقوفة ً فيك بين البثِّ والفكر
- قل للنوائب ما من غاية ٍ بقيت
- وراءَ هذا فأنّى شئتِ فابتدري
- تالله زلزلت الدنيا بقارعة ٍ
- من القيامة نادت بالسما انفطرى
- هوّن عليك وإنْ داعي المنون دعا
- يا أنجمَ الفضل من آفاقك انتثري
- لا تحسب الملّة الغرّاء قد بقيت
- بعد الذين مضوا عنها بلا وزر
- هيهات قد حفظ الباري محجّتها
- البيضاءَ بالخلف المهديَّ من مضر
- بقائمٍ بهدانا غير منتظرٍ
- ينوب عن قائم بالأمر منتظر
- له نفائسُ علمٍ كلُّها دررٌ
- والبحرُ يبرز منه أنفس الدرر
- لو أصبحت علماءُ الأرض واردة ً
- منه لما رغبت عنه إلى الصدر
- مقدَّمٌ بين أهل الفضل قد عُرفتْ
- له الرياسة ُ في الماضي من العصر
- يفوق في المدح عينَ القوم أثرهم
- ومدحه شرعٌ في العين والأثر
- أغرُّ يبسط كفاً لا تقوم لها
- بشكر ما صنعته ألسنُ البشر
- هذي سما الدين فانظر زينتُها
- بأنجم العلم من أبناثها الزهر
- فروعُ دوحة مجدٍ أثمرتْ كرماً
- للمعتفين وكم فرع بلا ثمر
- أبناؤهم زهرٌ آثارهم زبرٌ
- آلاؤهم مطرٌ يغنى عن المطر
- كأنما خلقَ الله الورى صوراً
- جميعَها وهم الأرواحُ للصور
- يا من غفرنا ذنوبَ الحادثات به
- وكلها ليس لولاه بمغتفر
- بك الهدى قد تعزّى في رزَّيته
- عن ذاهبٍ لم يدع صبراً لمصطبر
- فاسلم وحسبُك عنه سلوة ً بعلـ
- ـيِّ القدر سيّد أهل الرأي والخطر
- وبالحسين أخي العلياء تلوهما
- في الفضل واحد أهل الرأي والنظر
- وبالنقيِّ على ٍّ فرع دوحته
- وكلُّهم طاب منه معقدُ الأزر
- قومٌ إذا ذكروا بحرَ العلوم سموا
- إلى العُلى حيث لا مرقى لمفتخر
- ولا تزال غوادي السحب واكفة ً
- تعتاده بين منهلٍّ ومنهمر
- حتى يعودَ ثراه روضة ً أنقاً
- تستوقف الطرفَ في وشيٍ من الزهر
المزيد...
العصور الأدبيه