الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> كذا يظهر المعجز الباهر >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- كذا يظهر المعجز الباهر
- فيشهدُه البرُّ والفاجِرُ
- ويروي الكرامة مأثورة
- يبلّغُها الغائب الحاضر
- يقر لقوم بها ناظر
- ويقذى لقومٍ بها ناظر
- فقلب لها ترحاً واقع
- وقلبٌ لها فرحاً طائر
- أجل طرف فكرك يامستدل
- وانجِد بطرفكَ يا غائِر
- تصفَّح مآثر آل الرسول
- وحسبُك ما نَشرَ الناشر
- ودونكه نبأ صادقاً
- لقلب العو هو الباقر
- فمن صاحب الأمر أمس استبان
- لنا معجز أمره باهر
- بموضع غيبته قد ألم
- أخو عِلّة ٍ داؤُها ظاهر
- رمى فمه باعتقال اللسان
- رامٍ هو الزمنُ الغادر
- فأقبل ملتمساً للشفاء
- لدى من هو الغائب الحاضر
- ولقنه القول مستأجر
- عن القصد في أمره جائر
- فيناه في تعب ناصب
- ومن ضجرهِ فكره حائر
- إذا انحلَّ من ذلك الاعتقال
- وبارحه ذلك الضائر
- فراح لمولاه في الحامدِين
- وهو لألآئِهِ ذاكر
- لعمري لقد مَسَحت داءهُ
- يدٌ كلُّ حيٍّ لها شاكر
- يدٌ لم تزل رحمة ً للعبادِ
- كذلك أنشأها الفاطر
- تحدث وان قائم آل النبي
- له النهي وهو هو الآمر
- أيمنعُ زائرَه الاعتقالُ
- ممّا به ينطقُ الزائر
- ويغضي على أنه القادر
- ويكبو مُرجيّه دونَ الغياثِ
- أحاشيه بل هو نعم المغيث
- غذا نضنض الحادث الفاغر
- فهذي الكرامة لا ما غدا
- يلفقه الفاسق الفاجر
- أدِم ذكرها يا لسانَ الزمانُ
- وفي نشرها فمك العاطر
- وهنّ بها سُرَّ مرَّا وَمن
- به ربعُها آهلٌ عامر
- هو السيد الحسن المجتبى
- خضمّ الندى غيثه الهامر
- وقل: ياتقدست من بقعة
- بها يَغفرُ الزلّة َ الغافرُ
- كلا اسميكِ للناسِ بادٍ له
- بأوجههم أثر ظاهر
- فأنت لبعضِهمُ سرَّ مَن
- لقد أطلق الحسن المكرمات
- محيّاكِ وهو بَهاً سافر
- فأنتِ حديقة ُ أُنس به
- وأخلاقه روضك الناظر
- ونسجُ التقى برُدُه الطاهر
- هو البحر لكن طما بالعلوم
- على أنه بالندى زاخر
- على جودِه اختلف العالمون
- يبشر واردها الصادر
- بحيث المنى ليس يسكو العقام
- أبوها ولا أمُّها عاقر
- فتى ذكره طارفي الصالحات
- وفي الخافقين بها طائر
- ينالُ عُلاهُ ولا نثر
- يباري الصَبا كرماً كفّه
- على أنه بالصبا ساحر
- فإن أمطرت استحيت الغاديات
- ونادت: لأنت الحيا الماطر
- فيا حافظاً بيضة المسلمين
- لأنت لكسرِ الهدى جابر
- فبلّغت لذَّتها مَن سواك
- وبالزهد أنت لها هاجر
- تمنيهم في حماك المنيع
- وهمك خلفهم ساهر
- سبقتم علا بدوام الأله
- يدومُ لكم عزِّه القاهر
- وحولك أهل الوجوه الوضاء
- كذا فلتكن عترة الأنبياء
- وإلاّ فما الفخرُ يا فاخر
- ولا سهرت فيك عين الحسود
- إلاّ وفي جفنِها غائر
- فليس لعلياكم أول
- وليس لعلياكم آخر
- وكلهم عالم عامل
- وغيرهم لابن تامر
- لكم قولة ُ الفصل يومَ الخصام
- ويومَ الندى الكرمُ الغامر
- وَفَرت على الناسِ دنياهُم
- فكلٌّ له حسنُها ساحر
- وكل نجوم هدى من علاك
- بها قلت فالمثل السائر
- فدُم دارُ مجدك مأهولة ٌ
- وباب علاك بها عامر
المزيد...
العصور الأدبيه