الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد كان داؤُك للشريعة داءا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- قد كان داؤُك للشريعة داءا
- فالآنَ صار لها شفاك شِفاءا
- نزعت يدُ الباري سقامكما معاً
- وكستهُ شاغلة ً به الأَعداءا
- مسحت غبارَ الداءِ منك بصحة ٍ
- كانتِ لوجه المكرُمات جلاءا
- قرَّت بها عينُ الهداية وانثنت
- عينُ الحواسدُ تشتكي الأقذاءا
- والمجدُ أعلنَ في البريّة هاتِفاً
- بشرى بصحّة من شفى العلياءا
- فاغدوا سواءً في السرور كما غدوا
- في شكر نائله الجزيلِ سواءا
- فلتهنَ طائفة ُ الهدى في شيخها
- ولنستدم به وأمه النَعماءا
- فإليه أملاكُ السماءِ تطلّعت
- فأقرَّ أعينَها غداة تراءا
- وتباشرت حتّى كأَنّ إلهها
- منها أزالَ بِبُرئه الأدواءا
- وتنزّلت كيما تنتهيّ جعفراً
- وهو الجديرُ مودّة ً وإخاءا
- لا قلت هذا غيرُ ذاك فهل ترى
- ماءً تغايرَ، إن قسمت الماءا
- هو جعفر الفضلِ الذي أهلُ النهى
- يَرِدون منه ويصدرونَ رُواءا
- وإذا رقى الأعوادَ أسمع ناطقاً
- بالوعظ حتّى الصخرة َ الصماءا
- ولقد سرى في الصالحاتِ لذكره
- أرجٌ يطبقُ نشُره الأرجاءا
- وأطل دعاك له وناد محمدَ الـ
- ـحسنَ المجلّي نورُه الظلماءا
- أأبا الشريعة أنت كافلها الذي
- أنسى البنينَ ببرّه الأباءا
- وبكم جميعاً أبصرت لكنّهم
- كانوا لها حُدَقاً وكنت ضياءا
- أنت المعدّ لحفظ حوزتنا التي
- لم تحو سابغة ً ولا عدّاءا
- ماذا يضرّ ومنكباك لواؤُنا
- أن لانهزَّ على العُدات لواءا
- ولسانك السيفُ الذي أخذ الهدى
- بشباهُ من أعدائه ما شاءا
- وإذا جرى قلمٌ بكفّك خالَهُ
- بحشاه خصمك صعدة ً سمراءا
- ولقد جريت إلى المعالي سابقاً
- حتى تركت السابقينَ وراءا
- غفراً لذنب الدهر إنَّ له يداً
- عندي نسيتُ لنفعها الضرّاءا
- جلبَ المسرّة لي بإثر مسرَّة ٍ
- سبقت فضاعف عندي السراّءا
- بشفاء مُنتجبٍ وعرس مهذَّبِ
- بَهرَ البريَّة َ فطنة ً وذَكاءا
- إن غبتُ عن ذاك السرور فلم يكن
- ليفوتني ما أطربَ الشعراءا
- فبعرس عبد الله رونقُ عصرنا
- في كلّ آونة ٍ يزيدُ صفاءا
- وبأيّما وقتٍ حضرتُ فإنّه
- للزهو وقت بالسعود أضاءا
- فاهتف ودونكه لتهنئة العُلى
- وشياً يفوق صناعة ً صنعاءا
- بشرى به عُرساً لأيّ مرشحٍ
- بعُلى أبيه تجاوزَ الجوزاءا
- هو غصنُ مجدٍ ذو مخايل بَشّرت
- أن سوف يُثمر سؤدداً وعلاءا
- لو أنَّ من نظمَ القريضَ بعرسه
- نظم النجومَ لزادها لألاءا
- سكرت به الدنيا ولكن لم تذق
- إلاّ خلائقَ جدِّه صهباءا
- صِفه وإخوتَه فكلٌّ منهم
- في المجد أحرزَ عزَّة ً قعساءا
- أحيوا أباهم باقرَ العِلم الذي
- قدماً أعاد ذوي النهى أحياءا
- متكافئين بفخره وجميعهم
- ولدتهم أُمّ العُلى أكفاءا
- فلجدِّه البُشرى وأين كجدِّه
- لا تطلبينَّ مزايا ذُكاءِ ذُكاءا
- وَليهن فيه عمّه ذاكَ الذي
- فاتت مزايا فضله الإِحصاءا
- يا من إذا التفّت عليه مجامعُ
- الآراءِ فلَّ بعزمه الآراءا
- دُم للشريعة كي تدوم لنا فقد
- جعل الإلهُ لها بقاكَ بقاءا
- وأَقم على مر الزمان ممدّحاً
- يُحبى صباحاً بالسنى وَمساءا
المزيد...
العصور الأدبيه