الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
- ولم يك في الغبراء منك زلازلُ
- وترجو عُلاً من دونها قدرُ القضا
- وعزمك عن قرع المقادير ناكل
- إذا كنت ممّن يأنف الضيمَ فاعتصم
- بعزم له قلب الحوادث ذاهل
- وليس يزيل الضيم غلا أباته
- ويرحضُ عار الذل إلاّ المُناضل
- رم العز في الخضراء بين نجومها
- وكن ثاقباً فيها وهن أوافل
- وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت
- أنيسَ المواضي فهي منك أواهل
- أما لك في سم العرانين إسوة
- فتسلك ما سنته منها الأفاضل
- بيوت علاهم في الحوادث ان دهت
- قناٍ وضباً مشحزذة وقنابل
- هم قابلوا في نصر مَدرَة هاشمٍ
- أُميّة َ لما آزرتها القبائل
- وأجروا بأرض الغاضريّة أبحراً
- من الدم لم تبصر لهن سواحل
- بيوم كيوم الحشر والحشر دُونه
- أواخره مرهوبة ٌ والأوائل
- مناجيبُ غُلب من ذؤابة هاشمٍ
- وآساد حرب غابُهنَّ الذوابل
- غذا غيمت بالنقع شمت بوارقاً
- لهم غربُها بالموت والدمّ هاطل
- وللضاريات الساغبات برزقها
- قناهم بمستن النزال كوافل
- وفي اكبد الأبطال تغرس سمرهم
- ومن دَمها خرصانُهنَّ نواهل
- لهم ثمرات العزّ من مُثمراتِها
- فعزُّهم بَين السماكين نازل
- ولم يُرَ يومَ الطف أصبرَ منهم
- غداة بها للموت طافت جحافل
- وما برحت تلقى القنا بصدورها
- غلى أن ترت من دماها العواسل
- بنفسي بدوراً من سما مجد غالبٍ
- هوت أفلا بالطعن وهي كوامل
- ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا
- فريداً عن الدين الحنيف يقاتل
- على سابحٍ لم تعتلق بغُباره
- إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل
- عَجِبتُ لمن لم تستطع فوق ظهرها
- على حمله الغبرا، له المُهر حامل
- همامٌ له عزمٌ به الشمُّ في الوغى
- تعود أعاليهن وهي أسافل
- نضى لقراع الشوس عضباً مهنداً
- تميلُ المنايا أينما هو مائل
- وغادرهم في غربه جُثّماً على
- الثرى وبهم شغلٌ من الموت شاغل
- وما زال يرديهم إلى أن قضى على
- ظماً والمواضي من دماه نواهل
- قضى بعد ماأعطى المهند حقه
- ولا جسم غلا وهو للروح ثاكل
- وخلف عدنناً كأفراخ طائر
- تحوم عليها كلَّ حين أجادل
- وبلطف من عليا نزار عقائلاً
- أسارى ومن أجفانها الدمع هامل
- بلا كافل نطوي المهامه في السرى
- وأنى لها بعد ابن أحمد كافل
- أُميَّة هبيّ من كرى الشرك وانظري
- فهل أسرت للأنبياء عفائل
- فما للنساء المحصنات وللسى
- تجوبُ بها البيداءَ عيسٌ هَوازِل
- وما لبنيات الرسول وللظما
- بقفرٍ به للحرّ تغلي مراجل
- فتحسب رقراق السحاب بموره
- نطاقاً ومنها الماء في الأرض سائل
- فتجهش من حرّ الضماء بركبكم
- ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل
- ألا يالحاك الله فارتقبي وغى
- يثور بها من غالب الغلب باسل
- هو القائم المهديّ يُدرك ما مضى
- من الثار فليهمل لك الثار هامل
- طلوب فلو في مهجة الموت وتره
- لشقّ إليه الصدرَ والموت ناكل
- ينال بحد السيف ماهو طالب
- وَيمضي ولو أنَّ المنيَّة حائل
- شَروب بماضي الشفرتين دَم العِدى
- وأجسامَهم بالسمهريّة آكل
- أملتهم الكونينِ في فم عزمه
- حنانيك مافي ذمنا الدهر طائل
- متى يارعاك الله طال انتظارنا
- تقيم عماد الدين إذ هو مائل
- وتجتاح قوماً منهم كلّ شارقٍ
- تغولكم شرقاً وغرباً غوائل
- وتَصبحُ فيكم روضة ُ الدين غضّة ً
- وتزهر منكم للأنام الخمائل
- بني الوحي أهدى حيدر مدحه لكم
- يدين لها قس بما هو قائل
- فعذراً فانيباقل إن اقل بكم
- مديحاً له قس الفصاحة باقل
- وصلى عليكم خالق الخلق ماجرت
- على رزئكم سحب الدموع الهواطل
المزيد...
العصور الأدبيه