الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده
- ولدت هلالاً زاهراً في مجده
- وحديقة ُ المعروف هاهي أنبتت
- غصناً سيثمر للعفاة برفده
- ونشت بأُفق المكرمات سحابة ٌ
- من ذلك البحر المحيط لوفده
- الآن ردَّ على الزمانِ شبابُه
- غضّاً فأصبح زاهياً في ردّه
- وجلت له الدنيا غضارة َ بِشرها
- عن مَنظر شغلَ الحسودَ بوجده
- وحلا اصطباحُ الراحِ من يد أَغيدٍ
- في خدّه تزهو شقائقُ ورده
- تُجلى بكفّ رقيق حاشية الصِبا
- متمايل الأعطافِ ناعمُ قدّه
- يكسو الزجاجة َ خدُّه فيديرها
- حمراءَ تحسب أَنها من خدّه
- رقص الحبابُ على غناء نديمها
- طرباً وودَّ يكون موضعَ عِقده
- شهد الضميرُ بأنّها من ريقه
- مُزجت بأطيبَ لذة ٍ من شهده
- فاشرب فِدا الساقي عذولك واسقني
- كأساً وَفى فيها الزمانُ بوعده
- وانهض كما اقترح السرورُ مهنيّاً
- بفتى به الوهابُ جاد لعبده
- ميلاده الميمون بُورك مولداً
- قد أصبح الإِقبال خادمَ سعده
- تتوسّم العلياءُ وهو بحجرها
- فيه مخائلَ من أبيه وجدِّه
- جدٌّ له انتهت العُلى من هاشمٍ
- وعلاءُ هاشم لا انتهاءَ لحدِّه
- وكشاه في عصر الشبيبة والصِّبا
- بُردَ النهى والحمد شيبة حمده
- فالبدر ودَّ بأن يكون له أخاً
- والشُهب تهوى أنها من وِلده
- نضت الحميَّة ُ منه سيفَ حفيظة ٍ
- ماءُ الحيا الرقراق ماء فرنده
- لمّا رأيت الشام يبعد قصده
- عن ركب فيحاء العراق ووخده
- أودعتُ تهنئتي إليه رسالة ً
- تُهدى على شحط المزارِ وبعده
- ودعوت حاملها لأشرف منزلٍ
- بالشام خذ عني السلام وأدِّه
- حيّ السعيدَ محمداً فيه وقُل:
- بُشرى بأشرف طالع في سعده
- بأغرَّ يُنميه إلى عمرو العُلى
- حَسَبٌ محمَّده عليُّ معدّه
- حملته أُمُّ الفخر سيّدَ قومه
- وأتت به والفضل ناسج بُرده
- ولد سيرفع عن علاك بولده
- ويشدّ أزرك في بلوغ أشدّه
- لو لم يكن فلكُ المجرّة ِ مهدَهٌ
- لم تطلع الشعرى العبورُ بمهده
- قرَّت به عينُ الفخارِ لأنها
- لم تكتحل أبداً برؤية ِ ندّه
- فليهنين حمى السيادة إنّه
- قد أطلعت شبلاً عرينة ُ اَسده
- وانشقَّ مسك ثرى النبوَّة فيه عن
- ريحانة الهادي ووردة ِ مجده
- فاليوم كفّ لويّ عاد بنانها
- فيها وُسلَّ حُسامها من غِمده
- وتباشرت طيرُ السماء كأنّما
- نُشر ابن هاشم للقِرى من لحده
- وكأَنما الدنيا لتهنية العُلى
- نادٍ تأنقت السعودُ بعَقدِه
- وكأَنَّ كلّ الناس منطق واحدٍ
- يشدو ليهُن الفخر مولدُ فرده
- وبديعة ٍ في الحسن قد أهديتها
- جهد المقلِّ لمكثرٍ من حمده
- خطبت له بلسان أشرف من بنى
- في الكرخ بيتاً سقفه من مجده
- بيت يظلّل بالنعيم إذا أوى
- ضيفٌ إليه رآه جنّة خلده
- وإليكما غرّاء بأرج عطفها
- بنسيم غالية الثناء وندّه
- نطقت بناديك العليّ وأرّخت
- ولد النهى للفضل أسعد ولده
المزيد...
العصور الأدبيه