الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أينَ في عصرنا نرى لك مِثلا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أينَ في عصرنا نرى لك مِثلا
- جئتَ بعداً ففقتَ من جاء قبلا
- كلّما قد بلغتَ غاية َ فضلٍ
- زدت جِدّاً فزادكَ الله فضلا
- وإذا قيلَ بعضُ جدِّك هذا
- لك كلُّ الفضل انتهى قلت كلاّ
- لم تزل هكذا تجدُّ إلى أن
- قيلَ مهلاً لك انتهى الفضلُ كلاّ
- نلتَ أقصى العُلى وتبغي مَزيداً
- عزَّ مَن هكذا براكَ وجلاّ
- لو على قدرِكَ اتخذتَ خليلاً
- لا اتخذتَ الهلالَ في الأُفق خِلاّ
- أيَّما خصلة ٍ من المجد عنَّت
- لم تفز منم قِداحها بالمُعلّى
- قد بحثتَ العلومَ فنًّا ففنًّا
- وبها قد أحطتَ عقلاً ونقلا
- وشحنتَ الزمانَ هدياً ونشكا
- وقضيتَ الحقوقَ فرضاً ونفلا
- فإلى أين عنك يبغي انحِرافٌ
- ضلَّ من لا يراكَ لله ظِلاّ
- أيّها المقتفي الأئمة َ لا تُخطئ
- قولاً لهم ولم تعدُ فِعلا
- قل لمن يدَّعي النيابة َ عنهم
- هكذا عنهم يُنابُ وإلاّ
- أنتَ ياكعبة َ إليها الرجا حجَّ
- ويا قبلة ً لها المدحُ صلّى
- مَشعر الحق مستجارُ ذوي الحقِ
- وَمن لم يقل بما قلتُ ضلاّ
- فيك لو أُعطيت مُناها الثُريّا
- لتمنَّت بأن تُرى لكَ نعلا
- يا وقور النديَّ جئت بجيلٍ
- خيرهم في ندِّيه طاش جهلا
- ما عسى أن يقولَ فيكَ مريبٌ
- صقلت عَرضَكَ المكارمُ صقلا
- لك أفدي مُعذَّباً بمعاليك
- إليها يمدُّ باعاً أشلاّ
- يتعالى بجهله وهو يدري
- أنَّ مِن مفرقيه كعبَك أعلى
- لو رأى الليثُ كيف رشّحت أشبا
- لكَ لارتاح أن يُرى لك شِبلا
- غُرراً قد نجلتها ليس ترضى
- معها البدرَ ينتمي لكَ نجلا
- طبتَ نسلا وكنتَ أزكى المجـ
- ـدِ وما كلُّ مَن زكى طابَ نَسلا
- سُرجاً للعُلى وَلدتَ وكلٌّ
- كم له من نهار فخرٍ تجلّى
- لك خلقٌ لو ذاقه مُجتني النحلِ
- دعى ما جنيتُ ما عشتُ نحلا
- ذاك للذائقين حلوٌ وهذا
- في فم الذوقِ منه أَحلا وأَحلا
- خفَّة الروح لا كأَخلاق قومٍ
- أبداً في الأرواح تُحدِثُ ثِقلا
- هو روضُ النهى وقد جعلَ الله
- له منكَ رائقُ البشرِ طَلاّ
- قد لعمري حملتَ أعباءَ جودٍ
- لو بها الدهرُ يستقلُّ لكلاَّ
- ومن الرمل لو عطاؤُك يُعطى
- نفذ الرملُ من يديه وملاّ
- لقد اختطَّ داركَ المجدُ للحمد
- وفيها الندى ترعرعَ طِفلا
- منه جيد المحبِّ يلبسُ طوقاً
- ويدُ الكاشحين تحملُ غِلاّ
- دُم شكيمَ المصاقِع اللّد واسلم
- شرقاً للخصيم تنطقُ فصلا
- بلسانٍ يُريه نَضَنَضَة َ الصلِّ
- فَيُغضي كِيلا يساورُ صِلاّ
- أمطرتنا يداكَ طلاًّ ووبلاً
- فوردنا نداكَ نهلاً وعلاّ
- بهدايا يديكَ أُقسم لا أيدي
- الهدايا يرمينَ نحو المصلّى
- لجديراً أراكَ في أن أُهنّيك
- بمن نُبتَ عنه قولاً وفعلا
- ولأحلا الأيام يومُ يدُ الله
- به سلَّت الحسامَ المُحلّى
- يومُ بعثٍ لمن سيُبعثُ فيه
- مالئُ المشرقينِ قسطاً وعدلا
- ذاكَ من كان قُربُه قابَ قوسينِ
- من الله إذ دَنى فتدلَّى
- والبشيرُ الذي به قسمَ الله
- على العالمين لُطفاً وفضلا
- هو للخير كانَ أصلاً وفرعاً
- وله الخيرُ كان فرعاً وأصلا
- أيها المجزلُ الوهوبُ سماحاً
- هاكَ نظماً كجود كفّيك جزلا
- بل كعلياك خُذهُ مُمتنعاً صعبَ
- منالٍ ومثلَ خُلقِك سهلا
- زفَّ بكراً كفاك فيها هديًّا
- لك تجلى وحسبُها بك بعلا
المزيد...
العصور الأدبيه