الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
- تهيج على طول الليالي البواكيا
- اعد ذكرهم في كربلا إن ذكرهم
- طوى جزعاً طيَّ السجلِ فؤاديا
- ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها
- بعدِّ رزايا تتركُ الدمعَ داميا
- ستنسى الكرى عين كأن جفونها
- حلفن بمن تنعاهُ أن لا تلاقيا
- وتعطى الدموعَ المستهلاتِ حقَّها
- محاجرُ تبكي بالغوادي غواديا
- وأعضاءُ مجدٍ ما توزّعت الضُّبا
- بتوزيعها غلا الندى والمعاليا
- لئن فرقتهاىل حرب فلم تكن
- لتجمع حتى الحشر إلا المخازيا
- ومما يزيل القلب عن مستقره
- ويترك زندَ الغيظِ في الصدر واريا
- وقوفُ بنات الوحي عند طليقِها
- بحال بها يشجين حتى الأعاديا
- لقد ألزمت كف البتول فؤادها
- خطوبٌ يطيح القلب منهنَّ واهيا
- وغودر منها ذلك الضلعُ لوعة ً
- على الجمر من هذي الرزيّة حانيا
- أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينَها
- إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا
- مضوا عَطرِي الأبرادِ يأرجُ ذكرهم
- عبيراً تهاداه الليالي غواليا
- غداة َ ابنُ أمّ الموت أجرى فِرنده
- بعزمهم ثم انتضاهم مواضيا
- واسرى بهم نحو العراق مباهيا
- بأوجههم ثم الظلام الدراريا
- تناذرتِ الأعداءُ منة ابن غابة ٍ
- على نشزات الغيل أصحر طاويا
- تساوره افعى من الهم لم يجد
- لسورتها شيئاً سوى السيفِ راقيا
- وأظمأه شوق غلى العز لم يزل
- لِورد حياضِ الموتِ بالصِيد حاديا
- فصمَّم لا مُستعدياً غيرَ همّة ٍ
- تفلّ له العضبَ الجرازَ اليمانيا
- وأقدَم لا مُستسقياً غيرَ عزمة ٍ
- تعيد غِرارَ السيف بالدمّ راويا
- بيوم صبغنَ البيضُ ثوبَ نهاره
- على لابسي هيجاه أحمر قانيا
- ترقت به عن خطة الضيم هاشم
- وقد بلغت نفس الجبان التراقيا
- لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفاً
- إلى الحشر لا يزداد إلاّ معاليا
- همُ الراضعون الحربَ أوّل درِّها
- ولا حلم يرضعن إلا العواليا
- بكلّ ابنِ هيجاءٍ تربّى بحجرها
- عليه أبوه السيفُ لا زال حانيا
- طويلِ نجاد السيف فالدرع لم يكن
- ليلبسه إلا من الصبر ضافيا
- يرى السمر يحملن المنايا شوارعاً
- غلى صدره أن قد حملن الأمانيا
- هم القوم أقمارُ النديّ وجوههم
- يضئن من الآفاق ما كان داجيا
- مناجيدُ طلا عينَ كلّ ثنيّة ٍ
- يبيت عليها ملبد الحتف جاثيا
- ولم تدر إن شدّوا الحبى أُحباهم
- ضمَّن رجالاً أَم جبالاَ رواسيا
المزيد...
العصور الأدبيه