الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> لانالَ منكَ فؤادي ما يرجيهِ >>
قصائدالهبل
لانالَ منكَ فؤادي ما يرجيهِ
الهبل
- لانالَ منكَ فؤادي ما يرجيهِ
- إن كانَ طولُ التنائي عنكَ يسليهِ ؛
- سلِ الصبابة َ عنْ جسمي السقيم ولا
- تسلْ سقامي فإنّ السقم يخفيهِ ؛
- ولا تسلْ غير طرفي عنْ مدامعهِ
- لا تأخذِ الماءَ إلاّ من مجاريهِ ؛
- أشكو إلى اللهِ وجداً ظلتُ أكتمهُ
- عنْ عاذلي ودموع العين تبديه
- وخاطراً قد تمادى في غوايته
- وزادَ حتى تمادى في تماديهِ
- وصرفَ دهر أصابتني نوائبهُ
- بكلّ سهمٍ منَ الأحداثِ تبريهِ ؛
- سقياً لدعرٍ مضى لو كانَ ساعدني
- حظي لكنتُ بهذا الدهرِ أفديهِ ؛
- هذا الزمانُ الذي لاَ كانَ منْ زمنٍ
- ولا سقاهُ منَ الوسميّ ساريهِ
- ماتَ الوفاءُ وأبنلء الوفاءِ بهِ
- فالمجدُ منْ بعدهم أقوتْ مغانيه ؛
- فأينَ منْ يستحقُّ المدحَ مبتذلاً
- للمالِ فيهِ فيوفينا ونوفيه
- لهفي على غرَّ أبياتٍ مدحتُ بها
- منْ لوْ هجوتُ لأرخصتُ الهجا فيهِ
- لهفي على ثوبِ عزًّ نشرهُ عطرٌ ؛
- ألبستهُ لشقائي غيرَ أهليهِ
- وأفق نظمٍ تذيبُ الصخر رقتهُ
- أطلعتُ فيه نجوماً منْ معانيهِ ؛
- حبرته في بخيلٍ نقشُ درهمهِ ؛
- اللهُ من أعين السؤال يحميهِ
- تكادُ تسجدُ للدينار جبهتهُ
- بخلاً ويعبده من دون باريهِ
- يودّ لو أنّ في آذانهِ صمماً
- إذا دعاهُ إلى المعروفِ داعيهِ
- لو جاءه المصطفى مستشفعاً
- بأمينِ الله في درهمٍ ما كانَ يعطيهِ ؛
- لا المدحُ يغريه بالإعطا لسائلهِ
- ولا الهجاء عن الحرمان يثنيهِ ؛
- أزهى منَ الديكِ ؛ إذْ يمشي على صلفٍ
- لهُ جناحان منْ كبرٍ ومن تيهِ ؛
- لا حلم فيه ولا عقلٌ ولا أدبٌ
- ولا وفاء إلى المعروف يهديه .
- يرومُ شأوَ العلى ؛ والبخلُ يقعدهُ
- كأنه طائرٌ قصتْ خوافيهِ
- يرى التكبرِ من اسنى مناقبهِ
- ويحسب البخلَ منْ أعلى معاليه ؛
- فليتَ شعري على ما فيه من صلفٍ
- أكانَ منتظراً للوحيِ يأتيه
- قلدتهُ لشقائي في سعادتهِ
- عقداً منَ المدحِ قد راقت لآليهِ
- تودّ شمسُ الضحى لو أنها حليتْ
- بهِ وبدرُ الدجى لو كان يحكيهِ
- منْ للزهورِ بأن تحكي شمائلهُ
- ومنْ لزهرِ الدياجي لو تضاهيهِ
- وقائل لي اتهجوهُ فقلتُ لهُ
- مهلاً ؛ فإنَّ هجائي ليسَ يؤذيهِ ؛
- إني لأتلو مساويه فيحسبني ..
- لفرطِ تغفيله أتلو مساعيهِ
- قد كانَ مدحي له ذنبا شقيت بهِ
- فصار تكفيره عني هجائيهِ
- يا هادماً بمساويه بناء على ّ
- أبوهُ دونَ ملوكِ الأرض بانيهِ ؛
- حذار من نارِ فكرٍ أضرمتْ لهباً ؛
- ولا تقفْ لعبابٍ سالَ واديه ؛
- فما نبا سيفُ عزمي حينَ أعملهُ
- ولا خبا زندُ فكري حين أوريهِ ؛
- وما امتدحتك أرجو منك نيلَ غنى ً ؛
- لكنْ قضاءٌ جرى في الكون ماضيهِ
- ولو أردتُ غناءً لامتدحتُ فتى ً
- ينالُ مادحه أقصى أمانيه
المزيد...
العصور الأدبيه