الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> عيد ثغور الأماني فيه تبتسم >>
قصائدالهبل
عيد ثغور الأماني فيه تبتسم
الهبل
- عيد ثغور الأماني فيه تبتسم
- وموسم كل أجر فيه يغتنم
- عادت بعز وإقبال عوائده
- لمن تقصر عن أوصافه الكلم
- ملك بنى غرف العليا وشيدها
- على دعائم عز ليس تنهدم
- يعفو فتبتسم الأرجاء ضاحكة
- وترجف الأرض خوفا حين ينتقم
- له سيوف حداد أكلها أبدا
- وشربها مهج مفرية ودم
- بيض إذا فارقت أجفانها لوغى
- فإنما القدر الماضي لها حلم
- أقسمت لولا أياديه وعزمته
- ما كان في الأرض لا سيف ولا قلم
- كم موقف خاص أحشاء الحروب به
- وموجها بدم الأبطال يلتطم
- وكم أعاد أبادتهم صوارمه
- قتلا ولو أسلموا طوعا له سلموا
- ما زال يقتلهم في كل معركة
- تشيب من هولها الأصداغ واللمم
- إذا ظل يدعو أخاه كل ذي رحم
- إليك عني فليست بيننا رحيم
- أقراهم ماضيات الحد تفعل في
- موائد الحرب ما لا يفعل النهم
- جزاهم السيف عن كفران نعمته
- والسيف أحفظ ما تحمي به النعم
- ولم يزل مقدما في كل ملحمة
- غراء فيها عرى الأقدام تنفصم
- حتى غدا الدين لا في عينه عمش
- من الضلال ولا في أذنه صمم
- من الملوك الألى لولا وجودهم
- وجودهم في الورى لم يعرف الكرم
- من سادة قادة شم جحاجحة
- ترعى لديهم عهود الله والذمم
- سادوا البرية من عال ومنخفض
- فهم ملوك وأملاك الورى خدم
- فكل فضل نبيل دون فضلهم
- وكل مجد أثيل دون مجدهم
- إذا تفاخر أملاك الورى فخروا
- وإن تحاكم أبناء العلى حكموا
- وإن دعاهم إلى الإعطاء مفتقر
- يلبه المجد والعلياء والشيم
- وتستعير البرايا من مكارمهم
- فكل مكرمة بين الورى لهم
- فازوا من الرتب العليا بأرفع ما
- تدعو له شيم العلياء والهمم
- ترى معاديهم في كل معركة
- شهب البزاة سواء فيه والرخم
- يبني لهم غرف المجد الأثيل فتى
- مسود لا يداني جوده هرم
- لو أن أسيافه في الأرض مصلته
- من أول الدهر لم يعبد بها صنم
- ليهن قوما إلى أبوابه وفدوا
- فإنها كعبة المعروف والحرم
- أمسترق ملوك الأرض قاطبة
- كيف استرق يديك الجود والكرم
- لو أنصف الدهر أهليه لما حديت
- إلا لقصد حماك الأينق الرسم
- لا يعدم الله هذا الخلق منك يدا
- بجودها أمن الأقتار والعدم
- وانعم بمقدم هذا العيد لا برحت
- لديك فيه وفي أمثاله النعم
- واسعد بمأجور ما قدمت من قرب
- وما دعا لك فيه العرب والعجم
- يفديك رب حسود في الملوك بما
- أحرزت من قصبات السبق دونهم
- ما دمت فالدهر مأمون عدواته
- والعيش غض وثغر الملك مبتسم
المزيد...
العصور الأدبيه