الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> هو النصر والتمكين أدرك طالبه >>
قصائدابن دارج القسطلي
- هو النصر والتمكين أدرك طالبه
- ولاحت وشيكا بالسعود كواكبه
- وبشر بالفتح المبين افتتاحه
- وأحرزت الصنع الجليل عواقبه
- وسلطان عز في أرومة مفخر
- تعالت على زهر النجوم مراتبه
- وجود تناهى في الخلائق وانتهت
- إلى حاتم في الأكرمين مناسبه
- تقضت رجاء الراغبين سجاله
- وعمت كما عم الغمام مواهبه
- وملجأ أمن المستضام ومعقل
- كفى الدهر حتى ما تنوب نوائبه
- وسيف محلى بالمكارم جفنه
- معودة نصر الإله مضاربه
- إذا سله دين الهدى بكر الردى
- لديه يراعي أمره ويراقبه
- تخيره الرحمن من سرو حمير
- فناضل عنه باتك الحد قاضبه
- مخلدة في الصالحين سماته
- وباقيه في العالمين مناقبه
- حسام الإمام المصطفى وسنانه
- ومفزعه في المشكلات وحاجبه
- هو القدر المحتوم من ذا يرده
- وسلطان رب العرش من ذا يغالبه
- سما لعميد المشركين بعزمة
- تداعت لها أركانه وجوانبه
- وشيعته يا ابن الكرام بجحفل
- سواء عليه خرقه وسباسبه
- يكاثر أعداد الحصى بكماته
- وتعتد أضعاف النجوم قواضبه
- لهام كسا أرض الفضاء بجمعه
- وفاضت على شمس النهار ذوائبه
- نهضت به والجو بالنقع مفعم
- وأنسته والليل تسطو غياهبه
- وأعلى لك القدر الجليل أمامه
- لواء أضاء الشرق والغرب ثاقبه
- فلما رأى غرسية أنه الردى
- يقينا وأن الله لا شك غالبه
- وقد جل حزب الله دون شغافه
- وقد سلكت في ناظريه كتائبه
- ووافاه ريح العزم يسقي ربوعه
- وتنهل بالموت الزؤام سحائبه
- وأبصر بحر الموت طم عبابه
- وفاضت نواحيه وجاشت غواربه
- وأيقن أن الله صادق وعده
- وأن أماني الضلال كواذبه
- وأسلمه ضنك المقام إلى التي
- لها قام ناعيه وضجت نواديه
- قد رابه أنصاره وكماته
- وأوحشه أشياعه وأقاربه
- وأخلفه الشيطان خادع وعده
- وأيقن أن الله عنك محاربه
- تلقاك في جيش من الذل جحفل
- صورامه آماله ورغائبه
- ومن قبل أحفى الرسل نحوك ضارعا
- على حين أن عزت لديك مطالبه
- وأعيا بآراء الترضي وزيره
- وأنفذ ألفاظ التذلل كاتبه
- فأعطى بكلتي راحتيه مبادرا
- لأمرك مرض بالذي أنت راغبه
- وأمكن حبل الرق من حر جيده
- متابع عزم حيث أمرك جاذبه
- فأعطيته ما لو تأخر ساعة
- لزمت إلى نار الجحيم ركائبه
- وأضحت سبايا المسلمين حصونه
- وقد نفذت ولدانه وكواعبه
- فلاك عز الملك والنصر ربه
- وهنأك الصنع المتمم واهبه
المزيد...
العصور الأدبيه