الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> هو البدر في فلك المجد دارا >>
قصائدابن دارج القسطلي
- هو البدر في فلك المجد دارا
- فما غسق الخطب إلا أنارا
- تجلى لنا فأرتنا السعود
- غيوب المنى في سناه جهارا
- وأوفى فكادت صوادي القلوب
- تفوت العيون إليه بدارا
- وحل فحلت جسام الفتوح
- تبأى اختيالا وتزهى افتخارا
- وحق له اليوم رق الكرام
- طوعا ورق العداة اقتسارا
- فيا رب غاية مجد شأوت
- إلى فخرها معجزا أن تجارى
- ومن يسم في ذروتي حمير
- ويحتل من يمن الملك دارا
- ينازع إلى شبه ذاك السناء
- وتنح مساعيه ذاك النجارا
- وحسب الخليفة إيثاره
- لكم دون هذا الأنام اقتصارا
- تنقاكما عامريين قاما
- بأعبائه فاستجدا الفخارا
- فلم يأل بحبوحة الملك حظا
- ولا ادخر المسلمين اختيارا
- رمى بك بحر الأعادي وأدنى
- من الملك حاجبه مستشارا
- فكان الحسام وكنت السنان
- وكان الشعار وكنت الدثارا
- ولألأ منه على الدين نورا
- وأضرم منك على الشرك نارا
- فأوليت نعماه في الله عزما
- ترى النصر يقدمه حيث سارا
- فصنت العلا وأبحت الندى
- وحطت الهدى وحميت الذمارا
- فأصبح سيفك للدين حصنا
- وأمسى سنانك للثغر جارا
- وفي شنت ياقب أوردتها
- شوارب يبغين في البحر ثارا
- فسرت هلالا تباري الهلال
- إليها وبحرا يخوض البحارا
- وشمسا تطلع بالمغربين
- بحيث توافي ذكاء الغبارا
- فما رمت حتى علت جانباها
- بأيدي المذاكي عجاجا مثارا
- تهب بها في الهواء الرياح
- إما دخانا وإما غبارا
- ولم يستطع ياقب نصرها
- ولا دفع الخسف عنه انتصارا
- لئن غورت في شغاف الشمال
- لقد أنجد الفتح منها وغارا
- وأخلف برمند منها الرجاء
- وما زاده الشرك إلا تبارا
- أطرت إلى ناظريه عجاجا
- تركت به عقله مستطارا
- فما يعرف العهد إلا امتراء
- ولا يوقن العهد إلا ادكارا
- ولما ادرعت إليه اليقين
- لم يدرع منك إلا الفرارا
- وشام غراري حسام المنايا
- فما يطعم النوم إلا غرارا
- ولنيوش أمطرتها صائبات
- تصيب النفوس وتعفو الديارا
- هززت إليها رماحا طوالا
- تصير أعمار قوم قصارا
- فغادرتها في ضمان الإله
- ويممت أعلى وأنأى مزارا
- وقد يفرس الليث أروى الهضاب
- ويهمل حرش الضباب احتقارا
- وخلفت فيها مبيد الضلال
- يقربها لك ثوبا معارا
- يكفكف أدمع عين سجاما
- ويبرد أحشاء صدر حرارا
- فإن أخطأته كئوس المنايا
- لقد خلدت في حشاه خمارا
- وعم بها فتحك الأرض نورا
- كما ذرت الشمس فيها النهارا
- فعرج على الحج بالمسلمين
- بعقب اصطلامك حج النصارى
- فقد نشرت مصر والقيروان
- ومدت عيون الحجاز انتظارا
المزيد...
العصور الأدبيه