الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> هل يجهل السمت من يستوضح الطرقا >>
قصائدابن دارج القسطلي
- هل يجهل السمت من يستوضح الطرقا
- أو يبعد الشمس من يستيقن الغلقا
- قد خبرت دوحة المجد التي كرمت
- عن معتلى ذلك الغصن الذي بسقا
- لله عين رأته وهو بدر دجى
- يوما أهل فجلى نوره الأفقا
- وكم رأينا وجوه الروض ضاحكة
- في رائح راح أو في بارق برقا
- أنجبته يا وزير الملك مدخرا
- لفجأة الخطب إن غادى وإن طرقا
- وفارسا لغمار الروع مقتحما
- وصارما في يمين الملك مؤتلقا
- وقد يرى في نواحي المهد مبتدرا
- إلى الطعان وكرات الوغى قلقا
- تدنى ملاعبه منه فليس يرى
- غير السنان وغير الرمح معتلقا
- للبر أول ما قامت به قدم
- سعيا وللحق أولى نطقة نطقا
- حتى غدا بكتاب الله معتصما
- يحبى بخطة عز كلما حذقا
- أ ثم استمر إلى العلياء مفتتحا
- معاقل الفخر لا نكسا ولا فرقا
- تلقاه من دونها الأيام متثدا
- بالجد مشتملا بالحزم منتطقا
- وقد أحاطت أزاهير النعيم به
- فصير العلم فيها روضة الأنقا
- وما غدا غير كأس المدح مصطبحا
- ولم يرح غير كأس المجد مغتبقا
- مفجر الكف جودا والجبين سنا
- ومفعم الجيب نصحا والضمير تقى
- قد شرد الظلم عن أوطان شيمته
- فلم يدع منك لا خلقا ولا خلقا
- حتى فرايتك اللاتي سموت لها
- قد حازها مثلما قد حزتها نسقا
- وما انثنى الأمل المعطي رغائبه
- فيه ولا وقف الظن الذي صدقا
- حتى يوفى الذي وفيت في عجل
- ومثله إن سعى في مثلها لحقا
- فقد رأت أنه حقا له خلقت
- كما رأى أنه حقا لها خلقا
- مشيع السعي لم يبهر له نفس
- حتى أتى الغاية القصوى وقد سبقا
- ما احتاز ذو همة في المكرمات مدى
- بمجهد الشأو إلا احتازه عنقا
- لم يأن أن يعلق البيض الحسان وقد
- أضحى فؤاد العلا صبا به علقا
- ولا انثنى لعناق الخود بعد وقد
- يبيت للشرطة العلياء معتنقا
- غراء راحت عليه وهو بغيتها
- فأصبح الدهر من أنفاسها عبقا
- وأصبح العرض في آثاره أسفا
- يعلل النفس أن تستبقي الرمقا
- إن يشج ألا يسمى عارض أبدا
- يسله أن يسمى عارضا غدقا
- فالحمد لله راح الغصن معتليا
- والسيف منصلتا والبدر متسقا
- منا من الله والمولى الذي مطرت
- سماؤه الدر بله التبر والورقا
- مستيقنا أن شمل الملك مجتمع
- يوما إذا كان شمل المال مفترقا
المزيد...
العصور الأدبيه