الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> نور الوفاء بأرضنا لك ساطع >>
قصائدابن دارج القسطلي
- نور الوفاء بأرضنا لك ساطع
- والحق شمل عندنا بك جامع
- هديت إلى المنصور دعوتك التي
- صدق الوداد بها إليه شافع
- وأواصر نزعت بهن عناصر
- حنت وهن لشكلهن نوازع
- تلك المعاهد من عهودك عنده
- لم يعفهن مصائف ومرابع
- صدقت فلا برق المودة خلب
- منها ولا غيم القرابة خادع
- بوسائل هتفت بهن جوانح
- فتفرجت لقبولهن أضالع
- فهي الظماء إلى المياه شوارع
- وهي الطيور إلى الوكور قواطع
- طويت لها بعد التنائف وانزوى
- لدنوها منه الفضاء الواسع
- وقد حن بالمرخ العفار فأقلعا
- والليل بينهما نهار ساطع
- وزرعن في الترب الكريم مكارما
- أو فت لحاسدها بما هو زارع
- نادى المنادي من مناد مسمعا
- فأجابه لتجيب رأي سامع
- بشوابك الرحم الموصلة التي
- وصل الوصول بها وجب القاطع
- أشرقن والأيام ليل دامس
- وحلون والأنساب سم ناقع
- برعاية لا هدي هود غائب
- عنها ولا إيصاء يعرب ضائع
- ودنوها دين لكم وفرائض
- وسناؤها سنن لكم وشرائع
- فإذا تثوب فالقلوب نواظر
- وإذا تنادي فالنفوس سوامع
- بعواطف اليمن التي أنتم لها
- وهي اليمين أنامل وأصابع
- جمعتكم ببطونهن حوامل
- وغذتكم بثديهن مراضع
- ونحورها مأوى لك ومعايش
- وجحورها مثوى لكم ومضاجع
- فتبعتم آثار ما نهجت لكم
- في النضر أذواء لكم وتبابع
- قهروا الجبابر فالرقاب مقاطع
- لسيوفهم أو فالرقاب خواضع
- وسروا إلى داعي الهوى فمصدق
- ومسابق ومبادر ومبايع
- الناصرين الناصحين فما لهم
- في غير ما يرضي الإله موازع
- ما أشرعت في الناكثين رماحهم
- إلا وباب النصر منها شارع
- وإذا سيوفهم لمعن لوقعة
- جلل فوجه الفتح فيها لامع
- لم يرفعوا راياتهم إلا علت
- والحق مرفوع بهن ورافع
- فالدين أعلام لهم ومعالم
- والكفر أشلاء لهم ومصارع
- أبني مناد إن تنادوا للندى
- أو للطعان فمسرع ومسارع
- أو تغضبوا فمعارك ومهالك
- أو ترتضوا فقطائع وصنائع
- أو تركبوا فمناظر ومخابر
- أو تنزلوا فمشاهد ومجامع
- الشام شامكم ومصر مصركم
- والمغربان لكم حمى ومراتع
- والمشرق الأعلى أبو الحكم الذي
- ناديتم فالدهر عبد طائع
- أصفى الملوك فناصر أو واصل
- وصفا الأنام فعائذ أو خاضع
- لم يطلع البدر المنير ببلدة
- إلا لكم فيها هلال طالع
- ولكم بدار الملك من سرقسطة
- قلم لأقلام البرية فارع
- بمفاخر من منذر ومآثر
- نظمت بمنطقه فهن شوائع
- وبها له في المغربين مغارب
- ولذكره في المشرقين مطالع
- سكنت بها الآفاق وهي غرائب
- واستأنست بالعلم وهي بدائع
- فالجو من فحواه مسك فائح
- والأرض من يمناه روض يانع
- من بعدما ولدته من صنهاجة
- شيم إلى ملك الملوك شوافع
- ومناقب ومناصب وضرائب
- وصوائب وثواقب ولوامع
- فيها يسابق نحوها ويشايع
- وبها إلى يمنى يديه ينازع
- إن تشرق الدنيا ببارع ذكره
- فمحله عند ابن يحيى بارع
- مستودعا لكم مليكا نفسه
- وحياته في راحتيه ودائع
- فاسعد أبا مسعود بالهمم التي
- عليت فهن إلى النجوم نوازع
- إن كان سيبك للحقوق مؤديا
- فينا فسيفك للحقائق مانع
- بحقائق تجلو الخطوب كأنما
- ريب الزمان لهاكمي دارع
- ومواهب فيما حويت كأنها
- فيمن غزوت ملاحم ووقائع
- وعليك من نفسي سلام طيب
- مترادف متواصل متتابع
- الغاديات به إليك نوافح
- والطارقات به عليك ضوائع
المزيد...
العصور الأدبيه