الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> نداك حبيب لا يشط مزاره >>
قصائدابن دارج القسطلي
- نداك حبيب لا يشط مزاره
- وإن غنيت بين الكواكب داره
- وأكرم به إلفا دعا الحمد راغبا
- فلباه مخلوعا إليه عذاره
- أبان سبيل النجح ساطع نوره
- ولاحت لعلياء النواظر ناره
- فصبح الذي يغدو إليك بشيره
- وليل الذي يسري إليك نهاره
- وأي رجاء حاد منك طريقه
- وأي ثناء قر عنك قراره
- ولا أمل إلا إليك مآله
- ولا سودد إلا عليك مداره
- ولو أن قلبا شاقه المجد والعلا
- فطار إليها ما عداك مطاره
- ولو نثر البحر المسخر دره
- لما كان إلا في ذراك انتثاره
- ولو كان من زهر الكواكب زائر
- إلى ملك ما حاد عنك مزاره
- لأمك مشدودا إليك زمامه
- ووافاك مرفوعا إليك عماره
- ولو كان للدهر المؤبد مفخر
- لكان بما أبدعت فيه افتخاره
- ولم يعدم الشادي بذكرك زهرة
- يطول بها إعجابه وازدهاره
- لبوس ثناء من مساعيك بينه
- ومن غرر الأشعار فيك شعاره
- تهل به الدنيا إلى الملك الذي
- زكا وتعالى جذمه ونجاره
- مليك تردى من تجيب سكينة
- وحلما يفي بالراسيات وقاره
- ودوح تعالت في السماء فروعه
- ولكن دنت للمجتنين ثماره
- بمطعم سلم لا يمل مساغه
- ومطعم حرب لا يساغ مراره
- إذا نشأت بالبارقات سحابه
- وجاشت بجيش الدارعين بحاره
- وقد أضرم الآفاق من حر بأسه
- لظى لهب زرق الوشيج شراره
- وغرة شمس المجد تسمو كأنما
- تراءى له في غرة الشمس ناره
- وكم وصلته بالكواكب همة
- تجلي إلى الآفاق أين مغاره
- وليث ليوث يصعق الأرض زأرها
- ويقدمها في حومة الموت زاره
- وشمس وفي كسف العجاج كسوفها
- وبدر وفي خفق البنود سراره
- وأكرم به أن يعرف النكث عقده
- أو الخلف راجيه أو الضيم جاره
- ومن طرقت خيل الخطوب حريمه
- فأول دعواه إليه انتصاره
- فتى جعل الجرد الجياد قداحه
- ففاز بأقمار المعالي قماره
- ضمان عليه أن يذل عدوه
- وحق إليه أن يعز جواره
- ومالي لا أختار قربك باديا
- وأنت من الدهر الخيار خياره
- ومن ذا لداع لا يجاب دعاؤه
- سواك وعان لا يفك إساره
- ومهوى غريق لا يرجى غياثه
- وعاثر جد لا يقال عثاره
- ألا عز من أبدى إليك خضوعه
- وحاز غناه من إليك افتقاره
المزيد...
العصور الأدبيه