الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> كذا تتجلى الشمس بعد كسوفها >>
قصائدابن دارج القسطلي
- كذا تتجلى الشمس بعد كسوفها
- وتبرز أغماد الوغى من سيوفها
- ويمرع بالأشجار عود ربيعها
- ويونع بالأثمار كر خريفها
- ونعلم أن الله أبقى لأرضه
- رعاية راعيها وعطف عطوفها
- ورحمته أبقت حياة رحيمها
- ورأفته جادت بنفس رؤوفها
- حنانا على مكروبها وغريبها
- وصنعا إلى مجهودها وضعيفها
- ويا عجب الأيام أخفرن ذمة
- لملك متى تستوفه العهد يوفها
- وكيف أخافتنا الليالي على الذي
- يقي عدو عاديها وخوف مخيفها
- وكيف انتحى صرف الخطوب لمهجة
- بها أمن الإسلام جور صروفها
- وإن غرها بالجود خاتل طائف
- تهجى لها الشكوى بغير حروفها
- فدب إليها في عديد عفاتها
- وراح عليها في سمات ضيوفها
- فما ينكر الأوصاب متن مهند
- معود قرع الباترات عروفها
- ولا بطن كف ما تغب كواكبا
- تنوء بمنهل الغيوث وكوفها
- مقبل أفواه الملوك وظلها
- سماء على مشروفها وشريفها
- ولا قدم لا تسأم الدهر ترتقي
- ذرى كل صعب المرتقاة منيفها
- ولو يتعاطى عاصف الريح شأوها
- لعاذ بأرجاء الفلا من عصوفها
- وإن نال يا منصور من جسمك الضنى
- فأمضى اليمانيات حد تحيفها
- صفيحة ضرب شفها الهام والطلى
- فراقت بمصقول الظباة مشوفها
- عنيف على الأبطال والبذل للهى
- بكف على الإسلام غير عنيفها
- وإن أسبلت شكواك دمع أبيها
- فقد أرقأت بشراك عين أسيفها
- وإن ذبلت من دوحة الملك نضرة
- فما أوحش الدنيا جني قطوفها
- لمدت علينا ظلها من مهادها
- ونور سناها من وراء سجوفها
- وإن طرحت عنها الرياسة حليها
- وبدلها الإشفاق لوث نصيفها
- فوشكان ما عادت من الله نعمة
- تجلت بها في تاجها وشنوفها
- فردت على الإسلام نور عيونهم
- وأهدت إلى الأعداء رغم أنوفها
- بكر نواصي الخيل نحو ديارها
- تنص المنى في نصها ووجيفها
- يشب سيوف الهند نور دليلها
- ويعيي حساب الهند عد ألوفها
- وتنشئ ريح النصر منها سحائبا
- تسح على الأعداء ودق حتوفها
- يقعقع رعد النصر من جنباتها
- ويومض برق الفتح بين صفوفها
- وإن عجت يا منصور منها فأسوة
- برد جنود المصطفى عن ثقيفها
- وصد هدايا البدن دون محلها
- وقد أكل الأوبار طول عكوفها
- وإن رد زحف الخيل منك بأنه
- فأعداؤها رهن بكر زحوفها
- وهل غادرت يمناك إلا ودائعا
- ختمت عليها في مقر ظروفها
- عوائد طير في وكور بروجها
- وحيات غور في بطون كهوفها
- تأتي نواصي الخيل معقودة بها
- عهود مواليها وحلف حليفها
- كتائب يكسون الأباطح والربى
- بخيل تليدات الوغى وطريفها
- ترد عيون الجو عن لمح أرضها
- وتثني أنوف البحر عن سوف سيفها
- وتسمع خلدان الثرى من صهيلها
- ويخرس جنان الفلا عن عزيفها
- إذا أرسلت فيها العيون تشكلت
- نواظرها في سيرها ووقوفها
- لإيلاف شمل المسلمين برحلة
- تشج بمشتاها كؤس مصيفها
- يقيها هجير القيظ ظل عجاجها
- ومجمدة الأنهار نار سيوفها
- فلا أوحش الإسلام عام جهادها
- ولا أنس الأعداء يوم خلوفها
- ولا خترت منك المكارم والعلا
- صفاء مصافيها وإلف أليفها
- ولا انصرفت عنك الرغائب والمنى
- ولا منك إلا مالئات كفوفها
- وإن رجعت عن صدق وعدك برهة
- حواجب آمال الغريب بصوفها
المزيد...
العصور الأدبيه