الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> في عبد الملك المظفر >>
قصائدابن دارج القسطلي
- شهدت لك الأبطال يوم كفاحها
- والحرب بين غدوها ورواحها
- والبيض يوم جلائها ومضائها
- والخيل في إقحامها ومراحها
- ومواكب الأملاك يوم بهائها
- ومشاهد السادات يوم سماحها
- أن المدى يوم ارتهان سباقها
- لك والمعلى يوم فوز قداحها
- عقدت بمفرقك الرياسة تاجها
- وكستك لبس ردائها ووشاحها
- ونمتك من أملاك يعرب نبعة
- تلوي الكواكب في ذرى أدواحها
- آساد أغيال على مهتاجها
- وبحار إنعام على ممتاحها
- ومحط أرحال المنى بموارد
- رحب على الوراد عذب مراحها
- ومنابت العز الذي عمرت به
- في الدهر شم إكامها وبطاحها
- ومعاقد التيجان فوق مفارق
- بهرت إياة الشمس من أوضاحها
- والبأس ملء صدورها
- والحلم حشو برودها والجود موطن راحها
- حكمت لها مضر على ساداتها
- يوم افتخار أحيحة بن جلاحها
- خصت بتعليم الأذان فنوديت
- في نومها بصلاحها وفلاحها
- واستقرض الرحمن جنة خلده
- ببتات حائطه أبو دحداحها
- ومناقب أربت على خطبائها
- ومآثر زادت على مداحها
- فنمتك في أقيالها وملوكها
- وعمرت سبل نوالها وسماحها
- فلبست ثوب سنائها ووفائها
- وحفظت عهد سيوفها ورماحها
- فعبأت للإسلام عطفة رحمة
- ألحفت أهل الأرض ظل جناحها
- وتباشرت منك المنى لما دنت
- بميسر الشيم الكرام متاحها
- وبطشت بالإشراك بطشة قادر
- بالله مجتث العدى مجتاحها
- فحطمت عدة ملكها وقصمت عروة
- جمعها وكفيت غرب جماحها
- وقريت عليا بنبلونة عزمة
- هبت عليها من مهب رياحها
- وتكنفتك من السعود كواكب
- طلعت بخيلك في وجوه نجاحها
- والخيل تغدو في الوغى بفوارس
- تخذت معاقلها ذرى أشباحها
- ثم انبرى المنصور فيها قارعا
- باب السماء بدعوة استفتاحها
- مستنجزا تأييد ذي العرش الذي
- فلق المشارق عن سنا إصباحها
- فنهبت عمر حياتها وحويت رق م
- حريمها وحكمت في أرواحها
- فأقمت فيها للجلاد وللردى
- سوقا حويت المجد في أرباحها
- ورمت ظباك إليك نفس مليكها
- واري زناد الخزي غير شحاحها
- مسترحما لك من وقائع لم تزل
- يودي بمهجتها أليم جراحها
- فزعا إليك بنفس عان خاضع
- بادي المقاتل للسيوف مباحها
- في شيعة أمت إليك وقد رأت
- أن الخضوع إليك خير سلاحها
- فأجرت منه بالتعطف مهجة
- وقفا مواعدها على أنواحها
- وكررت خيل الله تحمل مثلها
- أطلاح أسفار على أطلاحها
- فصدعت أحشاء الظلام بعزمة
- تسري البصائر في سنا مصباحها
- والنصر يشرق في ظبى أسيافها
- والفتح يلمع في ذرى أرماحها
- حتى صبحت بلاد ميرو وقعة
- أنحى على الإشراك سوء صباحها
- لاقتك دون حصونها فكأنما
- لاقت سيوفك في فضاء براحها
- وأبحت منها كل مخطفة الحشا
- شرق على اللبات نظم وشاحها
- فجئت بلمس البعل إلا أنها
- خطت رماح الخط عقد نكاحها
- بيض حدتهن السيوف فأبرزت
- صفحات أوجههن بيض صفاحها
- يا حاجبا شمس الأقاصي والدنى
- بنداه ثوب أمانها وصلاحها
- اسلم ولا زالت حياتك غبطة
- أبدا تدير عليك أكؤس راحها
المزيد...
العصور الأدبيه