الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> طاعت لك الأحرار باستعبادها >>
قصائدابن دارج القسطلي
- طاعت لك الأحرار باستعبادها
- وأباحت الأملاك صعب قيادها
- فلأخمصيك اليوم حر وجوهها
- ولوطء خيلك أمس حر بلادها
- ما زلت تخطب بالظبى أرواحها
- حتى أتتك بهن في أجسادها
- وتحمل الخطي أرؤسها فقد
- جاءتك تحملها على أكتادها
- من بعدما قد رعتها بعزائم
- هدت لهن الشم من أطوادها
- وخلت متون الخيل من أبطاها
- ومرابض الآجام من آسادها
- ومشاهد البيعات من عمارها
- ومعالق الصلبان من عبادها
- حتى تلافت منك باستسلامه
- ما كان أعجزها بحر جلادها
- ورمى ابن شنج إليك نفس محكم
- نهج الخضوع لها سبيل رشادها
- مستعطفا لحشاشة من ملكه
- وثمالة قد آذنت بنفادها
- فاستنقذته منك عودة منعم
- قامت لمهجته مقام معادها
- وثنى نواجذه وفلذة كبده
- شفقا وناظر عينه وسوادها
- فسما يخوض إليك بحر كتائب
- ضاقت جنود الأرض عن أجسادها
- في سابغات دروعها ومثقفات
- رماحها ومسومات جيادها
- نيطت نجوم السعد من أعلامها
- وغدت جنود النصر من أمدادها
- غازت لعطف العامري مجاهد
- في طاعة المنصور حق جهادها
- مستنجد منه مذلة خاضع
- غنم الحياة أبوه باستنجادها
- فحمته طاعتك التي لو خانها
- طارت إليه البيض من أغمادها
- حتى أناخ بعقوة الملك التي
- قد حلق العيوق دون وهادها
- ومليك قحطان الذي وكلت به
- إحياء مفخرها ورفع عمادها
- صفو الملوك الصيد من أذوائها
- وسلالة العظماء من أمجادها
- وسنيها وعليها وزكيها
- وحليمها وكريمها وجوادها
- فاسلم لعز الدين والدنيا التي
- أصبحت أنفس ذخرها وعتادها
- حتى تؤدي شكر سعيك أمة
- وطأت في نعماك خفض مهادها
- خضت المهالك دون صفو حياتها
- وهجرت غمضك عن لذيذ رقادها
- بلغت سجالك منتهى رغباتها
- وتجاوزت نعماك شأو مرادها
- والله يشهد أن بين جوانحي
- نفسا رجاؤك في صميم فؤادها
- لو قارعت عنك الخلائق كلها
- غلبت عليك بشكرها وودادها
المزيد...
العصور الأدبيه